إذاعة صوت الشباب مظاهرة مرتديلا «هنا» وأكاديمية «ميلو»
ـ استيقظت مبكراً كالعادة.. ومع الصباح لا بد من الاستماع لصوت فيروز، فهو يمنحك شيئاً من السعادة وحب الحياة وينشط الذاكرة. وبعفوية أدرت المفتاح للبحث عن برنامج «مرحباً يا صباح»، وإذ بإذاعة «صوت الشباب» تطل علي.. فعزيت نفسي قائلاً: لأصبح شاباً على الأقل هذا اليوم ولفترة وجيزة.. وإذ بأصوات متظاهرين تتعالى فجأة، ولما دققت تبين لي أنها دعابة لمرتديلا «هنا» فهدأت قليلاً.. ولم تكد تنتهي حتى أتبعتها دعاية أكاديمية «ميلو» وتوالى مسلسل الدعايات فلم أتابع خشية أن أستمع إلى إعلان عن انقلاب لمصلحة الكاتو والبسكويت المغمس أو ثورة الفشار.. أو معاهدة بين علكة سهام وعلكة المنطاد، أو حرباً بين أكياس البطاطا الإرهابية.
وتساءلت هل هذا هو القطاع الخاص المنتج؟ ويحق لأنصار مرتديلا هنا أن يتظاهروا وبإذاعة، فلماذا لا يحق للعامل أن يتظاهر دفاعاً عن حقوقه وضد من يسرقونها باسم الخصخصة (واقتصاد السوق الاجتماعي)؟ ولماذا لا يحق للفلاح المسحوق والمستنزف بارتفاع تكاليف الإنتاج.. وتدني أسعار المحاصيل أن يتظاهر أيضاً. وكذلك للمواطن الواقع بين سندان الدخل المحدود ومطرقة الأسعار التي ترتفع يومياً وتهبط على رأسه فقط، ومثله الطالب المحروم من الدراسة الجامعية بسبب سياسية التثقيل والاستيعاب وإغلاق الأبواب.. و تفتح للتعليم الموازي والمحاذي كأكاديمية «ميلو».. و«المأمون».. وغيرها.
ولماذا لا يحق لخريجي المعاهد والجامعات الحقيقية التظاهر من أجل فرصة عمل بدل أن ترهقهم البطالة.. وتدفعهم إلى الانحراف.. والجريمة؟
ولماذا أصبح التعليم في مدارسنا الابتدائية والإعدادية والثانوية بحاجة إلى الدروس الخصوصية.. المنتشرة بشكل واسع في كل أنحاء الوطن؟
وأخيراً لماذا لا تبث إذاعة صوت الشباب كل ذلك؟ أليست من قضاياهم؟
قد يقول قائل: يا أخي عملت من الحبة قبة، فكل ما سمعت شوية دعاية وأنت خلطت الواقع بالخيال.
طبعاً من حق أي إنسان التعليق. لكن ألا يحق لنا نحن أيضاً شوية دعاية.. ترى لو أكملت واستمعت للأغاني ماذا سأقول؟ وعدت للإذاعة السورية أبحث عن «مرحباً يا صباح»!!