عاجل وهام.. الثروة الحيوانية في خطر
عندما زار النائب الاقتصادي محافظة دير الزور، أكد شهود عيان أنه التقى بعض المواطنين الذين يعيشون في البادية وسألهم عن المساعدة المجزية لهم ولأطفالهم، فأجابه أحد المواطنين: «لو أعطيتمونا علفاً لأغنامنا سيكون أفضل»!.
استغرب النائب الاقتصادي من جواب المواطن، وقال: «هل أغنامكم أغلى من حياة أطفالكم»؟ رد عليه المواطن: «الأطفال نستطيع إنجاب غيرهم، أما أغنامنا إذا ماتت من الجوع فمن أين نستطيع أن نؤمن بديلاً عنها لنبقى نحن على قيد الحياة»؟!...
ركب النائب الاقتصادي سيارته وغادر إلى دمشق..
والخلاصة، فإن الثروة الحيوانية في سورية أصبحت في خطر حقيقي، وهي إذا ما استمرت الحال على ما هي عليه، في طريقها للانقراض، وهذه مسؤولية الحكومة، والحلول متوفرة إذا ما أراد المسؤولون الحفاظ عليها كثروة لا تُعوّض..
هذا العام كان مجدباً عنوانه القحط والجفاف، إذ لم تهطل الأمطار على المنطقة الشرقية إلا ما ندر، والجزيرة بأكملها لا يوجد فيها مواسم، وهذا يعني بأن المواطن سيكافح (12) شهراً آخر حتى يستطيع أن يحافظ على أغنامه، علماً بأن رأس الغنم الواحد يكلف شهريا (3000) ل.س، فمن أين يأتي المواطن بكل هذه الأموال لتلبية متطلبات معيشة أطفاله وأغنامه في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني نتيجة السياسات الحكومية غير الرشيدة؟؟.
وهذه الحكومة لم تعط أذناً صاغية لكل ما كتب بالصحافة السورية حول هذا الموضوع، ولم تقم بأيه خطوة عملية لإنقاذ الثروة الحيوانية من الضياع، ولم تقدم أية معونات علفية إسعافية أو قروضاً بعيدة الأجل لشراء الأعلاف، وأولى نتائج هذا التراخي أن الثروة الحيوانية في محافظة دير الزور قد انخفضت إلى النصف، وهي في طريقها إلى الانقراض.
نطالب الحكومة بالإسراع في اجتراح حل عاجل لإنقاذ الثروة الحيوانية، وهي ثروة وطنية بامتياز، قبل حلول الكارثة..
مراسل قاسيون - الميادين