الفساد في مركز «جورين» الآلي..
«جسر التوتة» هي قرية صغيرة في منطقة سهل الغاب، ولها مع الفساد المستشري حكاية من النوع المضحك - المبكي..
فقد خُصّصت هذه القرية في الآونة الأخيرة بـ (75) خط هاتف من مركز «جورين» الآلي، وهنا لعب رئيس المركز دور السمسار، فراح يبيع الخطوط المذكورة لغير مستحقيها من أهالي «جسر التوتة»، حتى بلغ سعر الخط الواحد أكثر من (20000) ليرة سورية، وحين قام بعض المكتتبين على خطوط بالسؤال عن مصير خطوطهم الموعودة بعد سنوات من الاكتتاب، تذرّع أنه لن يحصل على خط من كان اكتتابه بعد عام (1995)، متجاهلاً أن كثيرين منهم قد اشتركوا قبل هذا التاريخ.
أما طريقة بيع الخطوط فلها حكاية أخرى، إذ راح رئيس المركز يستقبل المشترين في منزله ليلاً، ويدعي بأن شخصاً ما من قرية «الفريكة» أو قرية «شطحة» يريد أن يبيع خطه، وأنه مجرد فاعل خير لا أكثر، فكان المشترك يدفع المبلغ إلى رئيس المقسم ويوقع على العقد في بيته دون علم موظف العقود، ولا يعلم المشتري من هو صاحب الخط الحقيقي!!
ثم راح كل من يشتري خطاًَ يخبر جاره حتى باع رئيس المركز (75) خطاً، وكان كل من يأتي ليحصل على خط يجلب معه الهدايا من فناجين الشاي وكراتين الموز وكروزات الدخان، وحتى خبز التنور المحمر، أما معظم المشتركين القدامى فقد حرموا من الخطوط، وكل هذه المعلومات موثقة وهناك كثر مستعدون لتأكيد هذه الحقيقة..
والمشكلة أنه لم تمض سوى أيام قليلة حتى تعطلت الخطوط وراحت تنقطع، وبات لزاماً على من يريد إصلاح خطه أن يدفع (500) ليرة ثمن إصلاح الخط، يذهب قسم منها لرئيس المركز، وقسم لعامل الصيانة. وهذا الأمر راح يتكرر، وتزايدت الأعطال، وجنى رئيس المركز من كل هذه الفوضى المتعمدة، أكثر من (150000) ليرة سورية، حتى تعطل الكبل عن العمل نهائياً، بادّعاء أن الكبل تعرض لأذية من الصيادين، وبحجة أن الكبل تعرض للصوص أكثر من مرة!! فماذا تقولون يا من تريدون مكافحة الفساد؟