لصالح من يُظلم الفلاح في البوكمال؟!!
كأن الفلاح السوري لم يكفه استبداد بعض أصحاب القرار في الفريق الاقتصادي بلقمته وعدم مبالاتهم بجوعه، متذرعين بالأزمة الغذائية العالمية وانعكاساتها على الوضع الغذائي داخل سورية، حتى يفاجئه أتباع هذا الفريق باستبداد أشد وأقوى!
ونضرب مثالاً على هؤلاء (التابعين) رئيس مركز استلام القمح في البوكمال الذي يحاول أن يوجّه للفلاحين صفعة أخرى مضافة إلى الصفعات الكثيرة التي لطمتهم بلقمتهم مؤخراً، فبالرغم من أن مادة القمح تشكل حجر الزاوية في الأمن الغذائي السوري، وأحد أهم المحاصيل الإستراتيجية للبلاد نجد رئيس مركز استلام القمح يتدلل ويتكبر، ويرفض استلام المحصول من هذه المادة إلا بسعر /9/ ليرات للكغ الواحد، علماً أن الدولة رفعت السعر إلى /16/ ليرة، والحجة التي يسوقها أن المحصول مصاب بحشرة السونة.
على هذا الأساس شكلت مديرية زراعة ديرالزور لجنة من مكتب وقاية المحاصيل، وجاءت هذه اللجنة وعاينت المحصول على أرض الواقع، ثم رفعت تقريراً ينفي ما ادعاه رئيس مركز استلام القمح في البوكمال، فكل ما وجدته في الحقيقة هو عبارة عن نواتج الظروف الجوية والمناخية التي سادت المنطقة، وخاصة ما سببته العواصف الرملية المتلاحقة.
ورفعت قيادة شعبة حزب البعث في البوكمال مذكرة بذلك تؤكد النتائج نفسها..
كما رفع رئيس المنطقة الزراعية في البوكمال مذكرتين تصبان في الاتجاه نفسه، حيث أفادت كل منهما بعدم وجود حشرة السونة في المحصول.
فلماذا يصر رئيس مركز استلام الحبوب على وجود هذه الحشرة في المحصول؟
أصحاب الرأي يؤكدون أن هناك احتمالين، إما ليزيد من نسبة حوافزه إذا لم يدفع للفلاح السعر المقرر والبالغ /16/ ليرة، وإما أنه شريك ومتفق مع تجار الحبوب في المنقطة،.
وفي كلا الحالتين، فإن هذا النوع من الضغط سيؤدي إلى إحجام الفلاح عن الزراعة وعدم بيعه لمحصوله لمراكز الدولة، وهذا إضعاف للأمن الغذائي، وبالتالي ازدياد تفاقم أزمة القمح والاحتقان الاجتماعي في البلاد.
فهل نترك المصالح الشخصية والأنانية المفرطة تتلاعب بأمننا الغذائي؟ إن هذا يعد حلقة فاقعة من حلقات ضرب روح المقاومة والصمود، وضرب أهم محصول من محاصيلنا الزراعية.
إننا في قاسيون نضم صوتنا إلى أصوات الإخوة الفلاحين المعرضين للضغط والابتزاز بأشكال مختلفة، ونطالب بمحاسبة المسيئين، واستلام المحصول منهم بالسعر المقرر من الدولة، طالما أن المحصول غير مصاب بحشرة السونة كما يدعي رئيس مركز استلام القمح، وذلك صوناً لكرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كل اعتبار.
البوكمال - تحسين الجهجاه