أهالي حي الأكراد بدمشق: حتى مقابرنا لم تسلم من العبث!!
أبدت محافظة دمشق اهتماماً كبيراً بحماية المقابر والحفاظ عليها، فقامت بتنفيذ عدة مشاريع لتسويرها وإنارتها وتركيب الأبواب لها، كما قام مكتب الدفن، التابع للمحافظة، بترقيم كل المقابر الواقعة فيها.
ورغم ذلك مازالت العديد من المقابر تعاني من التعدِّيات المتكررة عليها، كما هو حال المقابر الثلاث (الشيخ خالد وسنجار والألوسية) الواقعة في حي الأكراد «النقشبندي»، رغم تمتع هذه المقابر بأهمية معنوية كبيرة بالنسبة لسكان الحي، لاحتوائها على قبور عدد من الأولياء.
وقد استلم المدعو حسين درويش مسؤولية الاعتناء بهذه المقابر، وزود بعدة تعليمات لحمايتها والحفاظ عليها، إلا أن هذه المقابر لم تسلم من عبث العابثين، ففضلاً عن النفايات التي يتم رميها فيها, ولاسيما من أصحاب المحلات التجارية المجاورة، تتعرض هذه المقابر يومياً لعدد من الأعمال التخريبية التي يقوم بها بعض الأشخاص، الذين يقومون بتكسير الأحجار الموجودة على جانبي بعض القبور، وإشعال الحرائق داخل المقبرة، هذا بالإضافة إلى التعدي على حرمة الموتى، الذي تقوم به جهات مجهولة، حيث يتم دفن جثث غريبة في بعض القبور، دون علم مسبق من أهالي المتوفَّين الراقدين فيها.
ومن الجدير بالذكر أن المقبرة بسبب إهمال مسؤولها، قد أصبحت وكراً للأعمال المنافية للأخلاق، فصارت تمتلئ ليلاً بالعابثين الذين يمارسون فيها كل أنواع الأعمال الممنوعة قانونياً (تعاطي المخدرات، المقامرة، السكر والعربدة ...الخ)، ولم يستطع أهالي الحي أن يعترضوا على ما يجري، بسبب خوفهم من التعرض للأذى على يد هؤلاء العابثين، الذين اشتهروا بإثارة المشاكل.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لا يقوم المسؤول عن المقبرة «أبو زهير» حتى الآن بتقديم شكوى إلى الجهات المسؤولة (لجنة أهل الحي، رئيس بلدية ركن الدين، محافظة مدينة مشق، مكتب الدفن) كي يرفع المسؤولية عن نفسه،علماً بأن أي إدعاء يدعيه أمام الجهات المعنية هو إدعاء كاذب، فالأمر قد أصبح معروفاً وبديهياً، والكل يعرف مدى إهماله.
ومن واجبنا أن نذكر هنا بأننا قد قمنا بتقديم عدة شكاوى للجنة حي نقشبدي التابعة للمختار دون جدوى، حيث أن اللجنة كانت متعاطفة مع المدعو «أبو زهير»، ولاسيما رئيس اللجنة الذي نراه متعاطفاً جداً معه ولا ندري السبب، ونحن نرى بأن اللجنة لا ترعى أي اعتبار لشكاوي الناس، فما يهم أعضائها هو مناصبهم والحفاظ عليها فقط.
لذلك نطلب من الجهات المعنية معالجة هذا الأمر، وتشكيل لجنة جديدة من وزارة الإدارة المحلية ومحافظة مدينة دمشق، كما نطلب من وزارة الأوقاف أن تتدخل في هذا الموضوع، وأن تقوم بمعالجته على أكمل وجه، حيث كانت المقبرة قبل عشر سنوات تشهد توافد عدد من الزوار القادمين من خارج البلاد، وخاصةً من تركيا، لزيارة مقام الشيخ خالد، إلا أن هذه الزيارات قد انقطعت بسبب الإهمال والعبث الذي تتعرض له المقبرة.
لقد قمنا بتقديم شكوى رسمية باسم أهالي الحي، بتاريخ 14/11/2007 تحت رقم /1499/ إلى وزارة الإدارة المحلية، ومحافظة مدينة دمشق، ولم نتلقَ أي رد عليها، ورغم ذلك فنحن لن نتوقف عن مطالبة كل المسؤولين بالتدخل لوضع حد لهذه الممارسات، التي تسيء إلى حرمة الموتى وكرامة الأحياء.