غرفة صناعة حماة.. فضائح صراع الديكة
أخيراً صار للصناعيين بحماة غرفتهم الفتية، أنه بيت من زجاج، صراع على النفوذ والتسلط، ومن الفاسد ومن الصالح لا يعلم إلا الراسخون بالعلم، اتهامات تقذف كالقنابل مدويةً، بصالة اكتظت بالصناعيين وبحضور محافظ حماة وأمين فرع الحزب ووزير الصناعة، تراشق كلامي أحدث توتراً شديداً وصدعاً كبيراً بين الصناعيين. تراكمات سياسية واقتصادية، ورئيس غرفة ذو سطوة ونفوذ قوي، يصارع مدير صناعة حماة، ولطالما انطوى تحت لواء المعارضة الممثلة بعضوين عنيدين متمردين، وأصحاب معامل الدراجات النارية الذين يطالبون بتخفيض رسوم شهادة المنشأ، تشهير بالصناعة السورية وبخس بالجودة.
وبقوة وعنف أدار رئيس الغرفة نضال بكور الجلسة ضارباً عرض الحائط وجود المسؤولين، وتوعد بتفجير جوِّ المؤتمر، وهاهو يفجره، لتبقى غرفة صناعة حماة كحقل ألغام مفخخ.
حاول المحافظ تهدئة الوضع بأسلوب هادئ، لكنه عندما استعصى الأمر طلب من الشرطة اقتحام الصالة، فهدأت النفوس. وكادت الصالة أن تتحول إلى حلبة مصارعة، وتجاذبات ومهاترات تنم عن احتقان مزمن لحجب الثقة أو منحها، أو فصل أعضاء ذوي نفوذ وسطوة وقوة اقتصادية وصناعية، التُهَم كلها حول فساد الإدارة وتبديد أموالها، من مؤتمر طرطوس الذي انفق على /350/ صناعياً من حماة بفندق خمس نجوم، إلى وجبات ومشروبات من كل العيارات، وكلها على نفقة الغرفة، على زعم مدير صناعة حماة الذي لم يسمح له حتى الإدلاء برأيه، وأسكته رئيس الغرفة عدة مرات بمؤتمر طرطوس ومؤتمر حماة.
تم إسكات المعارضة ليخرج بكور منتصراً. كان رئيس غرفة الصناعة قد اتهم وزير الصناعة بطرطوس بأنه رخَّص لمشاريع صناعية لا تملك الحد الأدنى للرخصة، ثم اعتذر عن كل إساءة وجهها لسيادة الوزير، وهنا تداعى حجب الثقة عن مجلس إدارة الغرفة بزعامة بكور، وانتهى الانقلاب الذي قاده عضوان متمردان، وكان حجب الثقة بلا نصاب قانوني، وفصل العضوين بلا نصاب قانوني، لتعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً من احتقان وألغام قد تنفجر في أية لحظة، وهذا الحال منذ أكثر من ثلاث سنوات.
نستخلص أن المشكلة مفتعلة بغرض تشويش وتشويه الصناعيين، كما أننا نستغرب من وزير الصناعة الذي كان من المفترض أن يدير الجلسة ويحسم الأمور بحزم وشدة منعاً لعودة الالتحام السلبي مرة ثانية، ولماذا يقف متفرجاً وكأنه لا حول له ولا قوة؟!. وما خفي كان أعظم، ويجب أن لا يمر ما حصل في غرفة صناعة حماة مرور الكرام، ولماذا اضطر السيد المحافظ للتدخل وإعادة الهدوء للقاعة؟!.
لطالما كان الطرفان ملتزمين بتعليمات وزارة الصناعة، إذاً أين المشكلة؟ ولماذا هذا الصراع المعلن؟!... إنه حقاً صراع أطفال الحارة على دمية «كرتون»، سرعان ما يلتقطها أكبر طفل ويمزقها، وتنتهي اللعبة وتغرب الشمس ويذهب كل واحد لداره.
وأخيراً، إن ما يهم الصناعي جدياً هو تفعيل دور الغرفة والوزارة لخدمة الصناعيين وتسهيل أمورهم ومساعدتهم في تصدير بضائعهم والاستيراد، ومرونة في المعاملات والتراخيص، وسهولة تأمين المواد الأولية، وأن تنعكس اجتماعاتهم على التطوير الصناعي وتلبية مستلزماته، بدلاً من هذه المهاترات غير مجدية وإضاعة الفرصة منهم.