ناصر خالد العبد ناصر خالد العبد

برسم محافظ دير الزور.. ما زال «القرباط» يعالجون أسنان الأميين!

بالرغم من التطور الذي تشهده دير الزور ورواج الفضائيات ودخول عالم الإنترنت، ورغم تقدم وتطور الطب الذي حقق إنجازات كثيرة وكبيرة، مازالت المحافظة تعج بمزاولي مهن حساسة دون أي مؤهل علمي..

على سبيل المثال هناك العشرات من  «القرباط» تنبعث من حقائبهم الجلدية روائح العبث بصحة الناس والأمراض الخطيرة التي يمكن نقلها عن طريق أدواتهم، أدوات قديمة وأولية يحملونها على مرأى ومسمع الجهات المعنية، يصطادون زبائنهم من الشريحة الأمية التي لا تعي ولا تفقه شيئاً عن آلية عملهم، وماذا يمكن أن يصيبهم بعد المعالجة عندهم؟. كل ذلك شجعهم أن يتجولوا في القرى البعيدة، فبدل أن يذهب المريض إلى الطبيب يجده في بيته، وبأسلوبهم السلس ودجلهم وسعرهم الذي يقل عن سعر الطبيب، يستطيعون أن يتلاعبوا بعقول وجيوب الناس.

أحد الأشخاص أكد أنه تضرر كثيراً جراء ذلك، واضطر للذهاب إلى طبيب الأسنان، ولاقى الطبيب صعوبة في معالجته، رغم أنه أخذ ضعف تعرفته المعروفة نتيجة الخراب الذي خلفه الأول في أسنانه..

أمر يثير الذعر ويدعو للدهشة بآن..

- الدكتور مأمون اسماعيل أكد أن بعض المرضى زاروه بعد إصابتهم بأضرار فكية وسنية بالغة، نتيجة تسليم أسنانهم لغير المختصين، وقد لاقى صعوبة في معالجتهم، وهذا يزيد التكاليف على المريض. وأضاف أن عمل أولئك المدعين وأدواتهم البدائية غير المعقمة كفيلة بنقل الأمراض الخطيرة كالتهاب الكبد الوبائي المنتشر كثيراً، وهذا ناتج عن عدم تعقيم المواد التي يستعملونها، وبالتالي يمكن حتى أن تنقل الإيدز، فهم غير مؤهلين علمياً، ولا يجيدون القراءة والكتابة! بالإضافة إلى مزاولتهم المهنة دون ترخيص..

- الدكتور سهيل العرب نقيب أطباء الأسنان بدير الزور أكد أن مكافحة هذه الظاهرة ليس من اختصاص النقابة وقد طرحنا مشاكل هذه الظاهرة بعدة مؤتمرات: أسبابها، نتائجها، وكيفية وإمكانية قمعها. على السلطة التنفيذية في المحافظة تكثيف حملاتها لقمعهم، وذلك عن طريق إعلام السيد المحافظ.

يصعب على الكثير تخيل ما قد يسببه هؤلاء من مشاكل صحية على المدى القريب والبعيد، ويبقى السؤال الأهم: ما التدابير الاحترازية التي يجب القيام بها حتى نتلافى هذه الظاهرة؟ فالمسألة ليست بالبسيطة، ومن واجب الجهات المعنية الوقوف عندها، والأمر في النهاية يحتاج إلى عمل جاد يحدد مدى خطورة مزاولة هذه المهنة.

من المحزن افتقار المراكز الصحية لبعض المواد الطبية السنية، وهذا ما أكده بعض المراجعين للمراكز، لذلك لا بد من تطويرها، ونشر الوعي بين الناس في القرى عن طريق ندوات تثقيفية طبية يدرك من خلالها المواطن مدى الضرر الذي قد يسببه له الجاهلون.. وتطبيق أيام علمية، وزيادة النشاطات في المدارس وخاصة الريفية، ودعمهما قدر المستطاع لننهض بمجتمع أفضل.