في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، في بوخارست برومانيا، انتخب أعضاء الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) التابع للأمم المتحدة، الأمريكية دورين بوغدان مارتن رئيسةً له التي حصلت على أغلبية 139 صوتًا في حين خسر منافسها الروسي ألكسندر إسماعيلوف الذي حصل على 25 من 172 صوتاً للدول الأعضاء التي صوّتت. وكان الحدث مناسبة ليس فقط لإعادة النقاشات إلى الواجهة بشأن مستقبل ودور هذه المنظمة في سياق الإطار العام للجهود التي تحشدها قوى العالَم الجديد الصاعدة لإصلاح مؤسسات الأمم المتحدة، بل الصراع الأشدّ في مجال الإنترنت يتجاوز «الإصلاح» إلى صراع بين مشروع لثورة «الإنترنت الجديد» تماماً، الأوضح فيه حتى الآن مشروع صيني، مقابل محاولة واشنطن والغرب التمسّك بالإنترنت الحالي المهيمن عليه أمريكياً وغربياً، وبالتالي يبدو أنّ وصول أمريكية إلى رئاسة المنظمة المذكورة هو تعبير عن تكثيف واشنطن جهودها لعرقلة مشروع الإنترنت البديل، أي عرقلة ولادة الجديد وليس تطوير القديم.