سماء حمص غيوم مسمومة تلوث قطينة وبحيرتها وعاصيها، تشوهات وأمراض خطيرة
صدْمَتُنا كانت كبيرة وذهولنا كان أكبر، من هول المنظر الذي طالعنا لدى وصولنا إلى مشارف حمص، فقد غطت سماءها سحب من الدخان الملون، سوداء مرة وزرقاء أخرى وصفراء أو نارنجية مرات كثيرة. صحيح أن المنظر لم يكن جديداً علينا فقد رأيناه في طفولتنا، عندما كنا نزور مدينة حمص لنستمتع بجمال نهرها العاصي وبحيرة قطينة العذبة، ولكنهما في هذه المرة كانا ملوثين مزريين، وسحب الدخان مازالت كما هي، مع أننا سمعنا كثيراً بالتطور العلمي الذي أوجد الفلاتر ومحطات المعالجة لهذه الملوثات، ولكنها لم تصل إلينا بعد.
أدى النشاط الصناعي بالدرجة الأولى، ويليه النشاط البشري والزراعي في مدينة حمص وريفها، كما في باقي المناطق السورية، إلى تلويث الماء والهواء والبيئة بشكل عام، على مدى سنوات طويلة، وكان أول المتضررين بهذا التلوث بحيرة قطينة ونهر العاصي الذي تعتبر مياهه في الترتيب الثاني من حيث الجودة والمواصفات الصحية بعد نبع الفيجة بدمشق، وكان مصدراً رئيسياً لمياه الشرب، قبل عشرات السنين، حيث كانت مياهه تعبر بحيرة قطينة مروراً ببساتين حمص، ويتم استجرار كميات منها لتأمين حاجة الأهالي من مياه الشرب. بينما اليوم أصبحت تستجر من عين التنور وعين السمك وآبار دحيرج، بسبب اختلاط مياه نهر العاصي وبحيرة قطينة بالملوثات الصناعية والبشرية، وعدم صلاحيتها للشرب.
ولم يقتصر التلوث على مياه بحيرة قطينة ونهر العاصي، بل وصل إلى المياه الجوفية عامة، بسبب الكثير من العوامل التي لم تعمل الدولة على وقفها ومعالجتها لحماية مصادر المياه من التلوث. فبالإضافة إلى النشاط البشري واستجرار المياه الجوفية بشكل جائر والاعتماد عليها دون الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المناطق وكميات المياه التي يمكن استجرارها، هناك عوامل عديدة ساهمت في تلويث مصادر المياه الجوفية، وهذا التلوث كان سبباً لظهور العديد من المشاكل البيئية والأمراض الخطيرة المتعددة. ومن هذه العوامل:
1ـ قرب المصانع ومحطات الوقود والتسربات الراشحة منها، من مصادر المياه في غياب إجراءات الوقاية والحماية المطلوبة.
2ـ الحفر العشوائي في المناطق الملوثة، الذي يؤدي إلى تلوث المياه بشكل مباشر كما حصل في الكثير من آبار حمص.
3ـ الاستجرار الجائر والهدر الكبير في خطوط الشبكة العامة للمياه بسبب تأخر أعمال الصيانة، وغياب خطط الاستجرار الصحيح التي تدرس إمكانية تجدد الموارد المائية واستطاعة عطائها.
4ـ التلوث الهائل في بحيرة قطينة، باعتبارها الداعم الأساسي للمياه الجوفية في المنطقة عامة.
5ـ سقاية الغمر وما ينتج عنها من تلوث بسبب وجود الأملاح المنحلة في مياه السقاية.
6ـ تلوث المياه الجوفية براشحات السقاية من مياه الصرف الصحي غير المعالج.
7ـ الاستخدام غير المدروس للمبيدات والأسمدة ومنشطات النمو (الهرمونات) ومضادات الأعشاب.
8ـ منصرفات المنشآت الصناعية الخاصة، التي تغيب عنها الحلول البيئية الجادة.
9ـ تلوث الأنهار والسدود بمياه الصرف الصحي، حيث تعتبر السدود مصدراً داعماً للمياه الجوفية.
سماد للزراعة.... سموم للهواء
يتأثر هواء المنطقة الوسطى عامة، ومحافظة حمص وريفها خاصة، بالملوثات السامة الناتجة عن معامل السماد الثلاثة بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى باقي الملوثات الأخرى، كمعمل توليد الطاقة الذي أغلق بعد أن فعل فعله السيئ الذي لن نتخلص من نتائجه لعشرات السنين، ومصفاة حمص غير البعيدة عن المناطق السكنية.
وفي جولة داخل الشركة العامة للأسمدة، استطعنا الحصول على معلومات هامة ودقيقة حول وضع الملوثات الناتجة عن الشركة، والتي تتكون من الملوثات الرئيسية التالية:
أولاً: الملوثات الغازية:
ينطلق في أجواء الشركة 41.14 طن/يوم من غاز النترات NO2 الناتج عن مدخنة قسم إنتاج حمض الآزوت في معمل الكالنترو، وفرن قسم الأمونيا في معمل الأمونيا ـ يوريا، ومراجل توليد البخار في معملي الأمونيا ـ يوريا وثلاثي سوبر فوسفات (TSP).
كما ينطلق في الأجواء 4.225 طن/يوم من غاز النشادر NH3، و5.5 طن/يوم من غاز ثاني أكسيد الكبريت SO2، و0.24 طن/يوم من غاز أكسيد الكبريت الثلاثي SO3، من قسم إنتاج حمض الكبريت، بالإضافة إلى 11.5 طن/يوم من مركبات الفلور من معمل إنتاج السماد الفوسفاتي.
ثانياً: الملوثات المائية:
1ـ مياه موحلة: تقدر كميتها بحوالي 1200 م3/يوم، وتحوي على 21 طن/يوم من المواد العضوية والكيميائية.
2ـ نواتج تنشيط المبادلات الشاردية: وتقدر بحوالي 2100 م3/يوم، وتحوي على أملاح معدنية بتراكيز عالية جداً.
3ـ منصرفات أبراج التبريد: وتقدر بـ4320 م3/يوم، وتحوي آثاراً بسيطة من الأمونيا واليوريا ونترات الأمونيوم، وتزداد تراكيز هذه المركبات عند حصول تسربات من خطوط الإنتاج بسبب التآكل والاهتراء.
4ـ منصرفات متكاثف قسم الأمونيا: وتقدر كميتها بحوالي 3 ـ 5 م3/سا، وتحوي على آثار من الأمونيا والميثانول.
5ـ متكاثفات قسم اليوريا: وتقدر كميتها بحوالي 25 ـ 30 م3/سا، وتحوي على آثار من الأمونيا بتركيز 200 ملغ/ليتر، واليوريا بتركيز 500 ملغ/ليتر، وهذه النسب ترتبط صعوداً وهبوطاً بكفاءة دارات التخليص في قسم اليوريا.
6ـ متكاثفات قسم الكالنترو: وتقدر كميتها بحوالي 25 م3/سا، وتحوي على الأمونيا والنترات بتراكيز تتغير بتغير الحمولة الإنتاجية لقسم الكالنترو.
7ـ منصرفات قسم حمض الكبريت وهي متعددة، منها:
ـ 50 م3/سا مياه تبريد للمضخات لكل خط إنتاجي، تصرف إلى بحيرة قطينة.
ـ 80 م3/سا مياه تبريد لكل خط إنتاجي تصرف إلى معالج الكلس للترقيد.
ـ 150 م3/سا مياه تبريد للمولدة الكهربائية التوربينية، تصرف إلى البحيرة.
8ـ منصرفات قسم حمض الفوسفور: وتقدر بحوالي 160 م3/سا من المياه الملوثة من غسيل غازات المفاعل ومضخات الفراغ وحشوات المضخات، ومن غسيل خطوط الإنتاج.
9ـ منصرفات قسم إنتاج السماد الفوسفاتي (TSP)، وتقدر كميتها بحوالي 65 م3/سا من المياه عالية الحموضة، لاحتوائها على حمض الفوسفور ومركبات الفلور، وتصرف إلى وحدة التعديل بالكلس ومنها إلى أحواض الترقيد.
ثالثاً: التلوث بالغبار:
ينطلق في أجواء الشركة 2 طن/يوم من غبار سماد الكالنترو، بالإضافة إلى 3 ـ5 طن/يوم من غبار اليوريا، وكذلك 2.5 طن/يوم من غبار الحجر الكلسي الدولوميتي، الذي ينطلق من مطاحن الدولوميت في معمل سماد الكالنترو، و2 طن/يوم من غبار سماد الفوسفات الخام، في حال انخفاض كفاءة الطحن وكفاءة الفلاتر. ويضاف إليها العوالق التالية:
150 ـ 175 كغ/يوم خبث وحدة صهر الكبريت في قسم حمض الكبريت.
450 كغ/يوم نواتج صلبة من وحدة فلترة الكبريت المصهور.
150 ـ 250 كغ/يوم حبيبات سماد الكالنترو.
1 طن/يوم من حبيبات سماد اليوريا، تتناثر من الأحزمة الناقلة للسماد من المستودع إلى وحدة الشحن.
واقع التلوث في الشركة العامة للأسمدة
أولاً: واقع صرف الملوثات على بحيرة قطينة: تصرف المياه الحمضية غير المعدلة في معظم الأوقات إلى البحيرة من خلال خط الصبيب الجنوبي، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في شوارد الكبريتات والفوسفات والفلور، بسبب:
1ـ اهتراء شبكة المياه الملوثة داخل معمل السماد الفوسفاتي، وعدم إصلاحها أو استبدالها بصورة كاملة حتى الآن.
2ـ الوضع الفني السيئ جداً لمضخات 02/68 التي تقوم بضخ المياه الحمضية المعدلة بالكلس إلى أحواض الترقيد، حيث لا توجد في معظم الأحيان سوى مضخة واحدة في الخدمة من أصل ثلاث مضخات، وهي لا تعمل بالشكل المطلوب لأسباب تتعلق بسوء الصيانة وعدم توفر قطع الغيار الأصلية والمناسبة لهذه المضخات.
3ـ إن أي توقف لهذه المضخة عن العمل، وعدم جاهزية المضخات الاحتياطية، سيؤدي حتماً إلى تدفق كميات كبيرة من المياه الملوثة إلى بحيرة قطينة.
ثانياً: واقع تشغيل قسم حمض الكبريت: تُنسب زيادة انطلاق غاز ثاني أكسيد الكبريت من مدخنة حمض الكبريت إلى انخفاض كفاءة مردود عملية التحويل التي تتم على وسيط خامس أكسيد الفاناديوم في المفاعل، إضافة إلى بعض المشاكل الفنية في تجهيزات القسم، ومنها المبردات التابعة لأجهزة الامتصاص والتهريبات من خطوط الإنتاج.
ثالثاً: وضع أحواض الترقيد 103 في منطقة الوعر: إن وضع هذه الأحواض سيئ جداً، ويحتاج إلى عملية تعزيل وتنظيف لزيادة الطاقة التخزينية لها ومنع طوفانها إلى نهر العاصي، وخاصة عند الهطولات المطرية الغزيرة. إضافة إلى عدم توازن مائي بين أحواض ترقيد الفوسفوجبسوم ومعمل السماد الفوسفاتي، فقد لوحظ بأن وحدة تعديل المياه الفائضة الملحقة بمشروع ضخ الفوسفوجبسوم متوقفة عن العمل منذ فترة طويلة، وغير جاهزة لاستقبال المياه الحمضية الفائضة عن حوض التجميع النهائي للمياه في مشروع أحواض ترقيد الفوسفوجبسوم.
أثر هذه الغازات على صحة الإنسان
1ـ تأثير الفلور: إن التأثيرات السمية للفلور على الإنسان تظهر في أذيات وتشوهات الهيكل العظمي. كما تؤدي التراكيز المرتفعة من الفلور إلى خلل كبير في وظائف الكلى وتهيج الجهاز التنفسي، وربما تؤدي إلى السرطانات، باعتبار أن الفلور يؤدي إلى تخريب الجينات الوراثية للإنسان، وبالتالي إلى تشويه بالخلايا.
2ـ تأثير غاز ثاني أكسيد الكبريت SO2: هذا الغاز له رائحة مميزة مزعجة، مهيجة للجهاز التنفسي ومثيرة للسعال الحاد، كما يصيب العيون بأذى شديد يصل حتى فقدان البصر، ويسبب الحروق والتقرحات الجلدية.
3ـ تأثير أكاسيد النتروجين NO2: يتفاعل NO2 مباشرة مع هيموجلوبين الدم لدى دخوله إلى الجهاز التنفسي، وتبلغ قابلية تفاعل NO2 مع الهيموجلوبين ما يزيد عن 1500 مرة قابلية التفاعل مع أول أكسيد الكربون السام، ويتأثر الجهاز التنفسي بشكل شديد إذا تعرض لهواء يحتوي على 5 جزء/م3 خلال دقائق قليلة، ويصبح هذا التركيز قاتلاً للإنسان والحيوان إذا وصل إلى 100 جزء/م3.
التأثر المباشر بالتلوث
منذ أكثر من عشرين عاماً بدأ أهالي قطينة يشكون من سحب دخان دائمة ذات روائح كريهة ومخرشة للجهاز التنفسي تغطي سماء البلدة، وهذه السحب مصدرها معامل الأسمدة في المناطق المجاورة للبلدة والمنتشرة في كل الاتجاهات، ولذلك فهي تتعرض لخطر السحب الدخانية السامة مهما كان اتجاه الرياح التي تحملها. وبدأت أعراض كثير من الأمراض تقلق الأهالي الذين بدأوا يشكون من ضيق التنفس والسعال والتهابات الجهاز التنفسي والتحسس والحكة وغيرها، وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية هناك إشارة لارتفاع في نسبة العقم والأمراض العقلية والتشوهات الخلقية. فبعد أن كانت مصدراً هاماً من مصادر مياه الشرب جيدة النوعية، ومصدراً نظيفاً صحياً لسقاية المزروعات، أصبحت مستنقعاً كبيراً شديد الخطورة على الصحة العامة، ومنظراً مقززاً للنفس منفراً للعيون، وأصبحت تعتبر حالياً واحدة من أكبر بؤر التلوث في سورية، بعد أن تحولت إليها المنصرفات الناتجة عن مجمع معامل الأسمدة والرحبة العسكرية، ومحطة توليد الكهرباء سابقاً، ويضاف إلى كل ذلك ما يحمله نهر العاصي معه من تلوث عبر مجراه الطويل، ويمكن بالعين المجردة رؤية التلوث الحاصل على شواطئ البحيرة حيث تغطيها بقع داكنة ذات روائح كريهة ومزعجة. وتظهر نتائج هذا التلوث واضحة في القضاء على الحياة النباتية والحيوانية في البحيرة، فقد نفقت أعداد كبيرة من الأسماك، وفُقِدت أنواع هامة فيها نهائياً، والباقي عديم الصلاحية ولا يجوز استعماله للاستهلاك البشري، حيث أصيبت بانتفاخات وتشوهات خلقية وأورام سرطانية، حسب ما جاء في تقرير لخبراء أوكرانيين، ولكن هذا التقرير تم التحفظ عليه وبقي طي الكتمان، كما جاء فيه أن الأسماك يمكن أن تنقل المعادن الثقيلة إلى الإنسان دون أن تظهر عليها أية أعراض أو شبهات مرضية، حيث أنها يمكن أن تحمل الزئبق مثلاً وتنقله إلى الإنسان بأشكال خطيرة، لأن الزيادة في نسبة الزئبق في جسم الإنسان يؤدي إلى أمراض عصبية دائمة وتشوهات خلقية، وقد تسبب العمى والصمم، والاهتزاز أثناء المشي.
شهود على المأساة
قطينة، التي سكنتها الملكة بلقيس في غابر العصور، تشكو اليوم من الحزن والوجوم، ومن أجواء المرض والموت المخيم عليها في كل لحظة. شكا لنا أهلها دون الإفصاح عن أسمائهم التي لم تعد تهم أحداً، فالموت والمرض لا تهمهما الأسماء ولا الأنساب.
الحزن والألم بدا على كل الوجوه، والغصة واللوعة منعت الكثيرين من الكلام عن المأساة، ولكن بعضهم تجرأ وذكر أن هناك زيادة في نسبة الأمراض المتعلقة بالقلب والأوعية، وبعضهم بكى حين تذكر الكثير من حالات الإصابة بالسرطانات، والأخطر من هذا وذاك حالات العقم التي زادت نسبتها بشكل خطير، وأرجعوا السبب في ذلك إلى تلوث الهواء بغاز الأمونيوم.
مواطن آخر قال: ماذا نقول ولمن سنشتكي؟! لم يبق أمامنا إلا أن ننقل بيوتنا وبلدتنا إلى أي مكان لا نعرفه!! فكل أهالي القرية مصابون بأمراض الجهاز التنفسي. إن طفلي مصاب بالربو التحسسي وابن جيراننا مصاب بالربو السُمّي، ولا يخلو بيت في البلدة من أجهزة الرذاذ (البخاخ) لإنقاذ الأطفال من نوبات الربو القاتلة...
وفجأة ساد الصمت والسكون،وخيم الوجوم والحزن الثقيل حين قالت إحدى الجارات: منذ أسبوع توفي زوجي والبارحة توفي أخي، وفي كل يوم جنازة جديدة، والموت يحصد أهالي القرية خطفاً، ولا يفرق بين صغير وكبير، والأسباب غير واضحة، تخطفنا يد الموت دون سابق إنذار ويتهددنا الفناء....
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
إن المخلفات الكيميائية لمعامل السماد، التي تملأ الأجواء بالكبريت الأصفر والأبخرة التي تطلقها المداخن، مزيجاً من الغازات السامة، هي أحد أسباب تلوث الهواء والماء في المنطقة، وقد أقرت مديرية صحة حمص بعلمها بالمشاكل البيئية الخطيرة على الصحة البشرية، حيث ورد في كتاب موجه إلى وزارة الإدارة المحلية والبيئة، أن هناك زيادة في نسبة انتشار العقم في السنوات الأخيرة، وهناك زيادة في معدل انتشار السرطانات، ومع ذلك لم تقم مديرية الصحة ولا وزارة الإدارة المحلية والبيئة، بأية خطوات جادة للحد من التلوث ومعالجة المشكلة بشكل عملي.
مطلوب الإغاثة السريعة
إن هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه أهالي قطينة، يتطلب التحرك الجاد والعاجل لحل كل المشكلات البيئية التي تواجههم وتهدد حياتهم، ويجب العمل على إصلاح وتفعيل محطات معالجة المخلفات والمصروفات، في المنشآت الصناعية العامة والخاصة كافة، بحيث تخرج المياه منها محققة المعايير الصحية الدولية المطلوبة، ويجب الإسراع بتنفيذ معمل الأسمدة الفوسفاتية في مواقع الإنتاج في المناجم الشرقية، ليتم إغلاق المعمل في موقعه الحالي بعد تشغيل المعمل الجديد. كما يجب منع حفر الآبار في الأماكن الملوَّثة، ومنع استخدام مياه الصرف الصحي والصناعي لسقاية المزروعات، ويجب تعزيل مجرى نهر العاصي ووديانه ومسيلاته، وإزالة المخلفات والعوالق الملوثة لبحيرة قطينة، عساها تعود سليمة معافاة، لتعكس خيرها وجمالها على وجوه أهلها، ففي هذا ضمان لكرامة الوطن وسلامة المواطن...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.