الهم الأكبر لطلاب الشهادة الثانوية للعام 2009
«تعلّمْ منهاج اللغة الفرنسية في ثلاثة أشهر، وتقدّمْ إلى امتحان الثالث الثانوي يا طالب «البكالوريا»، يا من تريد الحصول على فرع جيد في الجامعة»!!..
هذا ما حكم به بلاغ وزارة التربية المتضمن التعليمات الامتحانية للعام الدراسي 2008- 2009م، والذي نصت بنوده على إجبار الطلاب الأحرار على تقديم مادة اللغة الفرنسية، مثلهم مثل الطلاب الذين أمضوا ست سنوات دراسية في تعلمها، علماً أن نسبة الطلاب الأحرار الذين لا يملكون أي أساس في اللغة الفرنسية كبير جداً..!؟
مع العلم أن وزارة التربية لم تنبه الطلاب مسبقاً أن اللغة الفرنسية ستكون إجبارية، وخاصة بالنسبة للمتقدمين الأحرار الذين يريدون تحسين وضعهم الثقافي وتطوير حياتهم وإعادة بناء مستقبلهم.. ففي بلدنا «البكالوريا» هي مفتاح المستقبل، وقد أصبح الحصول عليها وتحصيل علامات عالية مؤهلة للظفر بمقعد جامعي، أمر فيه من الصعوبة ما فيه وربما لا يتاح إلاّ لأبناء الميسورين القادرين على دفع تكاليف الدورات المساعدة.
إنها مشكلة كبيرة فعلاً، وهي تشمل عدداً كبيراً من الطلاب، وقد سبق وكان ضحيتها طلاب الصف التاسع الذين رسبوا في دورة عام 2005، ثم الطلاب الذين رسبوا في العاشر، وأكثرهم الذين رسبوا في الحادي عشر عام 2007، وكل هؤلاء لا يملكون أساساً يؤهلهم للتقدم لامتحان اللغة الفرنسية.. وإذا توسعنا قليلاً إلى المناطق النائية كدير الزور والرقة والحسكة التي يندر فيها الكادر التدريسي، أو توسعنا أكثر إلى ريف هذه المحافظات الثلاث، لوجدنا أنه يكاد ينعدم فيها هذا الأساس المفترض، وسيتضح حجم المصيبة التي تحدث، ناهيك عن جملة المصائب والتناقضات الموجودة في المناهج التعليمية أصلاً..
هل هكذا يبنى التعليم في وطننا الذي يعاني أبناؤه الكثير اقتصادياً واجتماعياً، أم أنه تعجيز وتطفيش وتخريب متعمد؟؟
نتوجه إلى وزير التربية وإلى رئاسة مجلس الوزراء لإعادة النظر بهذه التعليمات غير الصائبة حرصاً على عدم وضع عصا جديدة في عجلات التعليم السورية التي تئن وتتباطأ وتكاد تتوقف..