شراب الفقراء الرخيص لا يسلم من الغش المميت
لا تفوّت جمعية حماية المستهلك فرصة إلا وتدّعي أنها تقوم بدورها في مكافحة الغش والجشع، وتناضل من أجل حماية المستهلك، لكن في الحقيقة دورها ما يزال ينقصه الكثير ولا يشمل كل شيء، فهناك الكثير من المواد الغذائية الواسعة الانتشار مطروحة في الأسواق، غير معروفة الهوية، ولا يعرف من يستوردها أو يروّجها، وأسعارها الرخيصة جداً تجعلك حائراً أمامها لأن السعر لا يتناسب مع تكاليفها، فينتابك شك كبير بأنها ربما منتهية الصلاحية وإن كتب عليها عكس ذلك..
من أكثر الأشياء المعروضة الغائبة عن رقابة «جمعية حمايتنا» المصونة الشرابات الملونة (مسحوق الشرابات)، فأينما اتجهت، وإلى أي سوق ذهبت، ستجد الكثير من هذه المساحيق ذات النكهات والمضافات الغذائية، معبئة بأكياس صغيرة تباع بأسعار زهيدة جداً، مما يزيد من فرصة رواجها عند الفقراء بشكل واسع وبكميات كبيرة، خصوصاً في شهر رمضان، فهؤلاء الناس من الفقراء ونتيجة أوضاعهم الاقتصادية المتدنية، لا يستطيعون شراء العصائر الطبيعية فيجدون في هذه السلع نعمة كبيرة لهم، غير واعين لمضارها وأخطارها..
هذه المساحيق من البودرة تحتوي على الكثير من المواد الحافظة والمضافات الغذائية المضرة بصحة الإنسان، وتشكل تهديداً كبيراً على أعضائه الحيوية، أقلها تضخم الكبد، ومن ثم تتدرج على أمراض أخرى تنتهي بالموت.
تعرف هذه المضافات الغذائية بأنها مواد ذات منشأ كيميائي صناعي تضاف للأطعمة لتؤدي أغراضاً معينة، كحفظها من التلوث والفساد، كمواد ملونة أو منكهة أو مزيدة للكثافة، وتنقسم إلى خمسة أقسام مرتبة على حسب وظائفها.
- المواد الحافظة:
وهي مواد كيميائية تضاف إلى الأغذية بغرض تثبيط ومنع نمو الكائنات الحية الدقيقة مثل (البكتريا)، وكذلك منع فساد الأغذية.
المتممات الغذائية:
وهي أغذية مضافة إلى الغذاء لزيادة قيمته الغذائية مثل الفيتامينات والأملاح والبروتينات الغذائية.
المواد المنكهة:
مثل المحليات الطبيعية والصناعية.
المواد الملونة:
وهي مواد طبيعية أو صناعية تضاف إلى الأغذية والمشروبات لإعطائها اللون الجذاب.
مواد تحسين القوام:
تستخدم لزيادة الكثافة.
ولهذه المضافات شروط تعمل على تحديد الكميات المسموح بها في المادة الغذائية، أما في حال زيادة الكمية عن الحدود المسموح بها، فإنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تكوين الأورام السرطانية، والتأثير السلبي على القلب والكبد والكلى، وقد تسبب أمراضاً مختلفة في الجلد والفم، وربما تؤدي إلى تدمير المخ والجهاز العصبي.. والكارثة الخطيرة هنا إن هذه العصائر تباع مكشوفة للأطفال وخصوصاً في المناسبات، وكذلك عند أبواب المدارس.
ومن أمثلة المواد الحافظة
بنزوات الصوديوم:
تستخدم كمادة حافظة في المشروبات وبعض المواد الغذائية، والجرعات العالية منها قد تؤدي إلى الإصابة في تكوين السرطانات، وكذلك تسبب الربو عند الأطفال، والحقيقة أن هذه الشرابات تستهلك بكميات كبيرة في سورية، وتباع دون رقيب وبسعر رخيص جداً، ولا يتجاوز سعر العلبة الـ/75/ ليرة أي ما قيمته /3/ ليرات للكيس الواحد الذي يحل /1.5/ لتر من الماء.
مادة الفوسفات:
تستخدم كمادة حافظة في المشروبات الغازية، وفي حال استهلاك كميات كبيرة من الفوسفات يؤدي ذلك إلى تقليل امتصاص الكالسيوم والحديد في جسم الإنسان، مما يؤدي إلى وهن العظام عند الأطفال.
لابدّ لجمعية حماية المستهلك وكل من وزارتي الصحة والتجارة أن يكونوا خط الدفاع الأول عن سلامة وصحة المستهلك ضد جشع التجار، ولابدّ من توعية المستهلك للحد من استهلاك هذه الأغذية التي تحوي على سموم شهية، ولابد من تكثيف الجهود والمراقبة الشديدة والدورية على هذه الصناعات، والتأكد الدائم من خلوها من الملونات الممنوعة والتأكد من النسب المسموح إضافتها لتلك المنتجات، وهذا هو الحد الأدنى..