حلب.. قنابل موقوتة وسط الأحياء!

في ظاهرة ليست بغريبة على محافظة حلب, اندلع حريق ضخم في منطقة الجميلية (شارع البحتري) ظهر يوم الأحد 2/5/2010 متسبباً بخسائر كبيرة..

الحريق نتج عن سلسلة انفجارات ضمن محل لبيع أسطوانات الغاز, حيث أدى انفجار الأسطوانة الأولى إلى انفجار ما يقارب خمس عشرة أسطوانة غاز أخرى, فاهتز الشارع بأكمله وأصيب السكان بالذعر الشديد، ولكن لحسن الحظ لم تُسجل إصابات خطيرة.

ويعود السبب في الكارثة إلى أن صاحب محل الغاز كان يقوم ينقل الغاز من جرة إلى أخرى أمام المحل، فنتج عن هذه العملية الخطرة جداً تسرب كثيف للغاز، ولم ينتبه لوجود شرارة قريبة منه أدت إلى الاشتعال وحلت الكارثة، فامتدت النيران لتلتهم المحل بأكمله، ثم المبنى بشكل كامل وهو المؤلف من ثلاثة طوابق, وبادر سكان الأبنية المجاورة إلى الهرب أثناء اندلاع النيران في المبنى، والذهول والرعب يسيطر على وجوههم, وحضرت آليات الإطفاء والدفاع المدني وعملوا على إخماد الحريق وتبريد أسطوانات الغاز خوفاً من انفجار ما نجا منها.

وتعود هذه الحوادث الدائمة التكرار لأسباب مختلفة يأتي في مقدمتها الإهمال الشديد، والذي طالما أدى إلى خسائر مادية كبيرة في الأبنية والممتلكات, ناهيك عن الخوف والفزع الذي يصيب السكان .

 بالعودة لحريق الجميلية، فقد طوق عناصر الأمن المنطقة بالكامل, حيث استمرت عمليات الإطفاء الساعة والنصف, واستخدمت ثلاث عشرة آلية لتنفيذ المهمة, وعدد كبير من عناصر الإطفاء والدفاع المدني، وحضر إلى المكان رئيس مجلس مدينة حلب ومسؤول الصحة والدفاع المدني ورئيس لجنة السلامة العامة وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي لمحافظة حلب.

والسؤال الذي يطرح نفسه, من المسؤول عن وجود تلك المحلات وسط الأحياء السكنية؟ ومن الذي يمنحها تراخيصها دون أن يلزمها بتدابير سلامة صارمة، وهي التي تعرض أرواح الكثيرين للخطر المباشر؟ وهل يعقل عدم وجود وسائل أمينة لمزاولة تلك المهنة دون وقوع حوادث على هذا المستوى من الخطورة؟

ثم، أليس من الواجب أن تكون هذه المحلات بأماكن خاصة بعيدة عن الأحياء السكنية, تتوفر فيها شروط الأمان؟؟ وهل أصبحت حياة المواطن رخيصة إلى هذا الحد؟

يذكر بأنه في عام (18) قبل الميلاد، طالب سكان روما الإمبراطور الروماني العمل على الفصل بين مباني المدينة اتقاءً لانتشار الحرائق عند اندلاعها, فوافق وأذعن.. فأين نحن من كل هذا؟

■ أحمد فاروق مرضعة