نساء جرمانا يحتفلن بأعياد آذار

أقامت سيدات وشابات منظمة جرمانا بمناسبة أعياد آذار المتنوعة، احتفالاً نسوياً واسعاً حضرته أكثر من 80 سيدة وصبية، وتم في الحفل تقديم فقرات غنية ومنوعة، ولعل أجمل ما كان هو  دعوة الحاضرات للمشاركة وقراءة بعض الخواطر والأشعار، كما قدمت إحدى الرفيقات فقرة نوعية جديدة في مثل هذه الاحتفالات، وهي مناظرة بين سيدات (أمهات) وشابات (طالبات) تحت عنوان أو سؤال عريض: ما هي مآخذ كل (فريق) سلبية كانت أم إيجابية، على الفريق الآخر..

بعد ذلك ألقيت بعض القصائد الوطنية المعبرة عن الهموم الطبقية والإنسانية منها:

وأنت تعد فطورك فكر بغيرك، لا تنس قوت الحمام/.. وأنت تخوض حروبك فكر بغيرك، لا تنس من يطلبون السلام/.. وأنت تسدد فاتورة الماء فكر بغيرك، لا تنس من يرضعون الغمام/.. وأنت تعود إلى البيت، بيتك، فكر بغيرك، لا تنس شعب الخيام/.. وأنت تنام وتحصي الكواكب، فكر بغيرك ثمة من لم يجد حيزاً للمنام/.. وأنت تحرر نفسك بالاستعارات، فكر بغيرك، من فقدوا حقهم في الكلام/.. وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكر بنفسك، قل: ليتني شمعة في الظلام.

ثم ألقيت كلمة المنظمة، وجاء فيها:

يتخذ يوم المرأة مكانة مميزة بين أيام السنة إذ يأتي بعد طول انتظار وطول تحضيرات..  طبعا إنه يوم خاص للسيدة الحرة..  يوم لها تتشارك فيه مع جميع نساء العالم بوقفة احترام لكل ما أنجزته وبتواضع وثقة بالنفس تتجاوز كل الإخفاقات. يوم تتشارك فيه مع جميع نساء العالم لتتذكر عاملات الخياطة اللاتي احترقن عام 1908 يوم إضرابهن في مصانع نيويورك يطالبن بحقهن بتحديد ساعات العمل والأجر المتساوي وتحسين شروط عملهن.  يوم لنتذكر مطلب  جميع نساء العالم في أول مؤتمر عالمي للنساء لتحديد يوم الثامن من آذار يوماً عالمياً للمرأة... تدعو فيه جميع النساء لتوحيد الجهود والعمل على اختراق السقف الزجاجي للكثير من المناصب السياسية والاقتصادية والأكاديمية. يوماً تتذكر فيه المرأة المعاصرة نجاحها باختراقها عالم الأعمال الإعلامية والاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية والتعليمية بل سبقت الرجال في بعضها  واستطاعت إثبات قدرتها على إدارة عملها وإدارة منزلها.. فالإنجاب لم يتوقف.. متابعة الأولاد والاهتمام بالتربية وتطوير المهارات أصبح أفضل إلى جانب عملها خارج المنزل واستطاعت سيدتنا الشرقية وضع العلاقات الاجتماعية في إطارها الصحيح بشكل يتناسب مع اهتماماتها والتي كانت تأخذ حيزا كبيرا من حياتها.

نحتفل اليوم مع نساء العالم فرحين بالانتصارات الحقيقية التي حصدتها المرأة العاملة وتدعوها لتتمسك بها وتكون قاعدة ارتكازها لكسب المزيد من المعرفة والوعي.

سنتوجه في احتفالنا هذا إلى الجدات والأمهات والشابات بهذه الوصايا لدعم نجاحاتهن..

الوصية الأولى، اكتساب الوعي: لا يكفي أن تعمل المرأة خارج المنزل لنقول إنها تحررت.. نعم هذا جيد، ولكن التحرر يأتي من داخلها، عندما تخرج من سلبياتها وتكون سيدة نفسها بامتياز.

الوصية الثانية، اكتساب الوعي: اجتاحت العولمة معظم تفاصيل حياتنا وانتقلت إلى عاداتنا وتقاليدنا.. فلا تكوني سلعة استهلاكية ولا مادة خصبة لترويج الإعلان والإشاعات السلبية، وأثبتي لنفسك وللآخرين أن الاتهام بالثرثرة المرتبط باسم المرأة غير صحيح.  

وإذا كان دافعك هو التغيير والخروج من إطار النمطية، فلتكن الحصانة الشخصية أول مطالبك، ولتكن المعرفة والعلم أول أسلحتك، وليكن الذكاء والنشاط هو الأثر الأكيد الذي تخلقينه لكل من يصادفك. ليكن مطلبك هو التحرر الحقيقي للإنسانة التي بداخلك.

الوصية الثالثة، اكتساب الوعي: ونتوجه بها إلى الأمهات للإصغاء إلى وجهات نظر الشابات، وليتبادلن معاً فكرة الاستقلالية وترك مساحة للحرية الشخصية المبنية على الثقة المتبادلة، فالشعور بالأمان العائلي يصقل الشخصية ويدعم ثقة الشابة بنفسها، فيبعدها عن الوقوع في فخ الاستغلال. 

نعم هناك يوم للمرأة ويوم للطفل ويوم للأم..  ونقول اليوم إننا بحاجة إلى فصل من فصول السنة للعائلة لأنها هي الحب والسلام والأمن الاجتماعي. هي الدفء الحقيقي، وهي المسؤول الأول عن بناء الصحة الأخلاقية، وبناء أهم ما في الإنسان هو تطوير قيمته كانسان.

الوصية الرابعة، اكتساب الوعي: الاحتفال بيوم المرأة ليس فقط  دعوتها للعمل وتحمل المزيد من المسؤوليات، ونعرف أنها قادرة وبكل ما تحمله الكلمة من معنى على الاهتمام بقضاياها ومشاغلها اليومية، لذا ندعوها للاهتمام بأناقتها وأنوثتها المقدسة، فهذا يصبغ على عملها الترتيب والدقة، ونعتبر اهتمام المرأة بأناقتها جزءاً مكملاً لاهتمامها بعملها، ولا يقلل هذا من مكانتها الاجتماعية ويعطي صورة ايجابية عما تحمله من أفكار وقيم.

اليوم نحتفل معكن وبكن، ونجدد دعوتنا لك يا سيدتي لأن تكوني حاضرة دوماً. ليكن الخط الأمامي هو طلبك، والصف الأول هو موقعك، لتكوني الذكية المسؤولة الإنسانة الحقيقية   الايجابية.. لتكوني فرح الحياة.

وكل عام وانتن بخير..