أحمد محمد العمر أحمد محمد العمر

في انتظار الدعم... الناس تشعل كل شيء!

تأثرت البلاد في الأسبوع الماضي بمنخفض جوي أدى إلى هطول الأمطار والثلوج، وترافق ذلك مع انخفاض متأخر، لكن شديد لدرجات الحرارة، حتى وصلت إلى ما دون معدلاتها.

هذا الهجوم الشتوي غير المفاجئ إلا بتأخره، وعدم وضوح رؤية الحكومة السورية تجاه قضية الدعم الحكومي لمادة المازوت، والارتباك بشأن المستفيدين منه، دفع الكثير من الناس، بل الأغلبية، إلى الاستغناء عن المازوت والتوجه إلى البدائل المتاحة للتدفئة، وعلى رأسها التدفئة بالحطب ومشتقاته، والكهرباء، والغاز...

وبسبب ندرة الحطب ومدافئه الجيدة في المدينة، وبسبب غلاء الغاز وصعوبة الحصول عليه، اشتد الضغط على الكهرباء، ولكن الكهرباء لم تتحمل كل هذا العبء، فانقطع نفسها!!

وهكذا عادت الأمور إلى عهدها السابق.. انقطاعات متتالية نتيجة الحمولات الزائدة واحتراق المحولات والأسلاك، وهو ما نجم عنه مشكلات كبيرة لدى المواطنين، لعل أهمها خسارة كل مصادر التدفئة.. لكن المصائب تأبى إلا أن تأتي مجتمعة، فمع انقطاع الكهرباء المتكرر، جرى إقبال على الشموع ومصابيح الكاز، للرؤية على الأقل، ولكن ذلك أدى لحدوث حرائق!!

هذا ما جرى مع المواطن (أ.ذ) من بلدة مخيم الوافدين أثناء انقطاع الكهرباء من الساعة الثانية ليلاً إلى الساعة السابعة صباحاً، وهو ما أدى إلى نشوب حريق بيته التهم كل ما في فيه نتيجة إشعال شمعة.

سنتناسى رائحة الشتاء لبعض الوقت، ونتناسى معها الفصل كله لأنه أصبح عدواً لنا – نحن الفقراء- لا نعرف أي سلاح نستخدم لمواجهته مع قلة الخيارات المتبقية لنا في مسألة التدفئة التي باتت تنغص عيشنا..

سننتظر الكهرباء حتى تأتي ونشعل الوشائع.. لا نملك حيلة تجاه ذلك، فالاعتماد عليها هو خلاصنا وخلاص أولادنا، رغم أن هذه الطاقة لا نراها كثيراً عند نزول أول قطرة مطر أو هبة ريح.. ولكن ماذا نفعل؟ فأسعار المازوت إلى ارتفاع، وصرف شيكات الدعم للمستحقين تأخر، وقد لا يأتي.

لنراجع قرارات حكومتنا مرغمين لسنا نادمين، ونسأل: ماذا حققت لنا؟ تراجعت الحكومة عن دعم كثير من المواد الرئيسية، والتي تعد مطالب يومية لكل عائلة بعد رفع أسعار المحروقات بحجة غلائها عالمياً.. واليوم انخفضت أسعارها ولم ترينا حكومتنا أثر انخفاضها.. ومن ثم ما نعيشه من موجات غلاء غير مسبوقة سبقنا فيها بلدان الغلاء في المعمورة، ولا ننسى أيضاً استبدال الرسوم السنوية المستحقة على السيارات برسم يضاف إلى سعر البنزين.

كل ذلك أدى إلى خنق المواطن في بلده في كل المجالات تقريباً، على عكس ما تدعيه الحكومة من حرصها على المواطن وحقوق مواطنته بعد كل قرار.. ونقول لنوابنا في مجلس الشعب: هل قضية الدعم معادلة مستحيلة الحل، أم هناك مستفيدون من تأخر حسمها، وخصوصاً أننا نشاهد انتعاشاً في سوق المدافئ الكهربائية ومدافئ الحطب؟.

إلى متى سنظل وحيدين في مواجهة المشكلات التي تفرزها سياسة مسؤولينا الاقتصاديين الذين يشبه حالهم حال المثل القائل: «نعيم كلب في بؤس أهله»؟!.