في المزة 86: إنذارات تتوجه و«الشقى على مَن بقى»!
من جملة ما تم طرحه وعرضه من قبل أعضاء مجلس محافظة دمشق، الذي يعقد اجتماعات جلساته للدورة العادية الخامسة منذ 17/9/2017، كان موضوع الخط الانهدامي في منطقة المزة 86.
فبتاريخ 13/9/2017، حصل انهيار أرضي في حي المزة 86 ما تسبب بحدوث حفرة بعمق 10 أـمتار وعرض 5 أمتار وبطول 8 أمتار، حيث تسببت بوقوع أضرار مادية دون إصابات.
وبيَّن رئيس بلدية منطقة المزة في حينه، أن المنطقة تقع على فالق انهدامي بطول 200 متر ما تسبب بالانهيار الأرضي، مشيراً إلى أن الورشات الفنية قامت بإجراء احترازي بردم الحفرة المتشكلة جراء هذا الانهيار، ولفت إلى أنه قد تم خلال العام الماضي توجيه إنذار بإخلاء 23 منزلاً في المنطقة نتيجة وجود تصدعات بالجدران.
وفي معرض الرد على ما تم عرضه من قبل أعضاء مجلس المحافظة حول ضرورة معالجة الخط الانهدامي في منطقة المزة 86، أجاب مدير الصيانة في المحافظة بأن هنالك متابعة من قبل المديرية للحي، كما تم رصد المبالغ اللازمة لتأمين وصيانة مختلف الخدمات من صرف صحي وكهرباء وصيانة طرقات وغيرها، فيما بيّن مدير دوائر الخدمات بالمحافظة، إلى أنه تم توجيه إنذارات بالإخلاء لنحو 28 منزلاً في منطقة المزة 86 تقع على الخط الانهدامي.
وفي المقابل، كان الغائب الوحيد في هذه الجلسة هو مصلحة وحقوق المنذرين بالإخلاء، ومطلبهم المحق المتمثل بضرورة تأمين السكن البديل لهم، خاصة وأنهم من أصحاب الدخول المحدودة والمعدومة، وموضوع الإنذار والإخلاء بالنسبة إليهم بمثابة الدعوة للتشرد بحال لم يتم تأمين السكن البديل لهم.
في المحصلة، وكأن المحافظة «أراحت ضميرها» تجاه هؤلاء، عبر اكتفائها بتوجيه الإنذارات إليهم كأحد «واجباتها ومسؤولياتها»، وكفى الله المؤمنين شر القتال، تاركة «الشقى على من بقى» من هؤلاء وغيرهم لمواجهة أقدارهم المحتومة، خاصة وأن منطقة المزة 86، كما غيرها من مناطق المخالفات والعشوائيات المحيطة بدمشق وبداخلها، تعتبر المساكن المشيدة فيها بعيدة كل البعد عن المواصفات الفنية والهندسية والإنشائية، بالإضافة لافتقارها للمواصفات الصحية والخدمية، علماً أن كل مناطق المخالفات والعشوائيات جرت وتوسعت واستطالت على مرأى ومسمع المحافظة والبلديات، مع الكثير من غض الأبصار عن الاستمرار بإشادة المخالفات، فساداً ومحسوبيةً، بما يحقق مصلحة سماسرة العقارات وجيوبهم الممتلئة من أوجاع وحاجات المُفقرين والمنسيين، والمُغيبين، رسمياً.