الفلاحون الباعة يملؤون أرصفة المدن!
هناك نسبة متزايدة من الفلاحين باتت مضطرة اليوم إلى تسويق منتجات حقولها وبساتينها بنفسها، والسبب هو تحكم تجار الجملة الاحتكاريين بأسعار المنتجات الزراعية، وفرضهم على الفلاحين أسعاراً زهيدة لقاء محاصيلهم، قد لا تغطّي في كثير من الأحيان تكاليف الإنتاج.
إن جولة سريعة على الكثير من الأزقة والشوارع الفرعية في أحياء معظم المدن، وخاصة في العاصمة، تظهر التزايد الواضح في أعداد الفلاحات والفلاحين الذين يفترشون الأرصفة عارضين منتجات حقولهم من ثمار وخضار..
لكن المؤلم أن هؤلاء يضطرون للانتقال من مكان إلى مكان، ومن شارع إلى شارع هرباً من دوريات الشرطة والتموين والبلديات، وقد يدفعون معظم أرباحهم كأتاوات لرجال السلطة التنفيذية ليكفوا بلاءهم عنهم.. وهكذا فإن الكثيرين منهم يعودون في معظم الأحيان إلى قراهم خاويي الوفاض.. أو حسب توصيف المثل الشعبي البذيء: «محل ما (...) شنقوه»... وتضيق الحلول أكثر فأكثر.. فماذا بعد؟!