اعتداء سافر على الأملاك العامة في البوكمال
في ظل الفوضى والفلَتان الذي تشهده البوكمال، مثل كل ساحات الوطن المستباحة، في ظل غياب للمحاسبة والقانون، وتماماً مثلما كانوا قبل ذلك يستغلون القانون ويسخرونه لخدمة مآربهم الخاصة، استشرى الفاسدون والمتنفذون والسماسرة في البلدية بالنهب والاعتداء على أملاك الدولة التي هي أملاك عامة للشعب، وحتى على الشوارع والحدائق، يتم ذلك جهاراً نهاراً، و«على عينك يا تاجر» دون أن يحرك أحد ساكناً.
وفي الأيام الأخيرة اشتد الهجوم الشرس على شارع السبعين الذي يصل المنطقة الصناعية بسوق الأغنام، كما هو محدد وموجود في المخطط التنظيمي وتحديداً من الجهة الجنوبية. وقد سبق ذلك محاولات عديدة جرى إفشالها من قبل المواطنين الشرفاء الذين كشفوها وعرّوها، واليوم يتم الاعتداء عليه من جديد بإشادة أبنية جديدة فيه، وتصوين مقاطع منه لإغلاقه نهائياً، ورغم تقديم العديد من الشكاوى لرئيس مجلس المدينة والجهات المسؤولة، إلاّ أنّ البناء فيه يتم على قدم وساق من قبل المتنفذين، مع سكوتٍ تام ٍ لرئيس مجلس المدينة، ودون أن يقوم أحدٌ بردعهم.
إلى متى ستبقى الأملاك العامة وحقوق المواطنين مستباحة من قوى النهب والفساد؟ وإلى أي حد ستتمادى هذه القوى من الفاسدين، الكبار منهم والصغار، في الاستئثار بخيرات الوطن لمصلحتهم الخاصة، وانتهاز الفرص حتى في الظروف السيئة للإثراء غير المشروع على حساب أمن الوطن وكرامة المواطن؟
إن اجتثاث الفساد هو أحد بوادر الإصلاح الحقيقي لمن يريد إصلاحاً، والسكوت عنه هو مشاركة في الاعتداء على الوطن والمواطن لا ريب في ذلك.