الغاز في حي ركن الدين بين الفساد... واستغلال الأزمة (أو تجار الأزمة)

إذا كنا نتفهم انعكاسات الأزمة الوطنية التي أدت إلى تفاقم الوضع الاقتصادي المعيشي والخدمات نتيجة للفساد المتجذر.. والوضع الأمني من تقطع للطرقات والعنف والنهب.. الذي طال ليس كل ما يتعلق ببنية الدولة فحسب... وإنما أيضاً أثر سلباً على كل ما يحتاجه المواطن في حياته اليومية من خبز وماء وكهرباء وغاز ومواصلات وبقية اللوازم المعيشية ناهيك عن الانعكاسات على ساعات العمل والعمال وكل ما يتعلق بالبنية التحتية.

وهذا نتيجة إصرار الطرفين على الحل عبر السلاح وتجاهل الحل السياسي.. كما ندرك أيضاً أن أغلب القضايا الاقتصادية من الصعب حلها دون حل سياسي للأزمة...

لكن كثيراً من القضايا.. في المناطق الهادئة والهادئة نسبياً يمكن التخفيف منها...

فمشكلة توفر الخبز في حي ركن الدين التي تفاقمت في الأسابيع الماضية تم حلها ميدانياً إثر زيادة وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سواء بتوفير الطحين أو بزيادة ساعات عمل الأفران التي أصبحت تعمل على مدى 24 ساعة إلى منع المتاجرة بالخبز أمام أفران ابن العميد.. أما مشكلة الغاز فمازالت في تفاقم حيث وصل سعر الاسطوانة إلى 2000 ليرة هذا إذا أمكن الحصول عليها.. والسبب ليس عدم توفر المادة وإنما التلاعب والمتاجرة من قبل الموزعين..

ففي ركن الدين يسيطر على التوزيع موزع واحد معروف وكل وجبة يحصل على شاحنتين ويقوم بتوزيعها عبر موزعين ثانويين.. وكل ذلك يتم علناً في ساحة طلعة الكيكية.. وأرقام السيارات محفوظة لدينا نتوجه إلى السيد الوزير.. وخاصة أن مبنى الوزارة لايبعد كثيراً عن المنطقة بوضح حد لهؤلاء بتحويل رخصهم إلى لجان يشكلها المواطنون لمنع المضاربة.. والحفاظ على كرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كل اعتبار.