الطبابة المأجورة في مشفى ابن النفيس!
نهبٌ للثروات الوطنية وفسادٌ وفقرٌ وبطالةٌ وكبتٌ للحريات وقمعٌ..عناوين خمسة عقود ماضية..
تجهيلٌ وحرمانٌ من فرص التعليم والصحة والعمل وانتقاص الحقوق وارتفاع فاحش في الأسعار وتدميرٌ للزراعة والصناعة و..و..
عناوينُ لعِقدٍ من السياسات الليبرالية التي رسمتها مراكز الفساد وحمتها قوى القمع فأهلكت العباد ودمرت البلاد، عبر التخلي التدريجي عن دور الدولة الاجتماعي
وآخر ما قامت به هذه القوى هو استكمال رفع الدعم بشكلٍ غير مباشر بحجة الحصول على موارد بينما هي لِملء الجيوب التي اتسعت في ضوء الفلتان الكبير.. فقامت برفع سعر المازوت أولاً للمرة الثالثة..
كما يجري الآن حرمان المواطن من علاج الأمراض التي تفشت واستفحلت في أجساد المواطنين الفقراء..
إنّ من يذهب إلى المشافي الحكومية هُمُ الفقراء الذين لا يملكون سوى أجورهم التي لا تكفيهم حتى معيشتهم اليومية هذا قبل الأزمة فكيف بعدها..؟ وهذا حقهم في الطبابة والمعالجة وليس مِنّةً من أحد..وهذا الحق أصبح الآن سلعةً يتاجر بها الفاسدون.. فبدل أن يتم تغطية ارتفاع تكاليف المواد الطبية بإعادة أموال الشعب المسروقة والمنهوبة.. جرى تحميل ذلك للمواطن المريض الفقير، بينما تُقدم الإعفاءات للتجار وغيرهم وتصرف المليارات على بناء المشاريع السياحية وفنادق النجوم الخمس التي يرتادها الأغنياء والمسؤولون الفاسدون..وعلى سبيل المثال:
يجري الآن إجبار المرضى الذين يراجعون مشفى الكلية في ابن النفيس مبلغ 750 ليرة ثمن تصوير إيكو و850 ليرة لجلسة غسيل الكلى ومن المعروف أن مرضى الفشل الكلوي يحتاجون إلى جلستين في الأسبوع أي ثمانية في الشهر وتكلفتها 6800 ليرة وهي بالتالي تعادل نصف دخله.. عدا التحاليل والأدوية القلبية والسرطانية التي كانت تقدم مجاناً ناهيك عن المعاملة السيئة التي يتلقاها من بعض العاملين والكوادر الطبية..فكيف يمكن للمواطن المريض الفقير أن يؤمن كل هذه التكاليف وكيف يمكن له أن يعيش هو وأسرته.. والأنكى من ذلك كيف يمكن للمواطن المهجر من مدينته وبلدته أن يتحمل ذلك.. أليس ما يجري جريمة قتلٍ متعمد لأبناء الشعب السوري..؟
إننا نطالب بتوفير الدواء والعلاج مجاناً ومحاسبة المسؤولين عن اتخاذ هذه القرارات وكذلك الفاسدين والمهملين.. لأنّ حياة المواطن وكرامته فوق كل اعتبار وهذا ليس مِنّةً وإنما هي من مال الشعب وحقّ يكفله له الدستور..