ويسألونك عن الشوندر
لقد تحدثنا مطولاً وتحدث مثلنا كل حريص على مصلحة الوطن، ودارت نقاشات كثيرة عن حال الزراعة التي هي الشريان الأبهر للاقتصاد في بلدنا، وهي الأرضية والقاعدة التي يرتكز عليها اقتصادنا المأزوم منذ عدة سنوات عجاف، أرهقه خلالها سيف الليبرالية الذي رفعته الحكومة السابقة فوق الرقاب، ورحلت دون أن يسألها أحد عما اقترفت يمينها من أخطاء متعمدة عن سابق الإصرار والترصد.
لاشك أن الجميع يعلم ما عانت منه الزراعة من أزمات ونكسات ونكبات خلال الخطة الخمسية الماضية، ولعدة أسباب حاضرة، ومن هذه الأسباب الجفاف الذي يحاول المعنيون عن الزراعة في العهد الماضي تعليق كل الأخطاء والنكسات عليه، ومن الأسباب أيضاً ارتفاع أسعار المحروقات الذي أخرج أغنى الأراضي الزراعية من الخدمة، كما حصل في الجزيرة، وتسبب بتشريد مئات الألوف من السكان في الهجرة من الريف إلى المدن الكبرى، وما لذلك من مخاطر وتبعات اجتماعية كبيرة.
بالإضافة طبعاً إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وسوء نوعيتها وما لحق بالمحاصيل الزراعية من ضياع، لاسيما القطن والقمح والشوندر والذرة وغيرها وأخص محافظة الرقة بذلك.
واليوم أصدرت وزارة الزراعة بالاتفاق مع وزارة الصناعة تعليمات إلزام الفلاحين في محافظة الرقة قلع محصول الشوندر بتاريخ 28/5/2011 مع العلم أنه كانت مواعيد القلع ما بعد /16 ـ 20/ حزيران، ولقد سألنا الكثير من المهندسين والخبراء في هذا المجال والكل يتفق على أن هذا الموعد مبكر جداً، ويتسبب في نقص الحلاوة إذ لا يكون نمو الدرن قد اكتمل بعد، وبذلك تعود الخسارة على الاقتصاد والفلاح الفقير الذي قضى ويقضي أيامه تحت شجيرات القطن ونباتات الشوندر أملاً بأن تساعده في تحسين أوضاع معيشته...!
فلماذا يا وزارة الزراعة هذا الاستعجال...؟ وما سبب الارتجال..؟ أم أن مصلحة الفلاح هي آخر هموم المعنيين بالزراعة؟!.