في طرطوس.. نسمع جعجعةً ولا نرى طحيناً
عندما تسلم محافظ طرطوس الحالي مهامه تفاءل الكثيرون بقدومه، خاصة أنه بدأ مهامه بالكثير من الجولات والزيارات الميدانية إلى مختلف البلديات والمنشآت بالمحافظة للاطلاع على واقع الحال فيها ومعالجة مشاكل وقضايا المواطنين، ولكن الكثيرين من الذين تفاءلوا به بدؤوا يشعرون بالتشاؤم والخيبة، لأن الكثير من المشاكل والكثير من الوعود لم تحل، وبقيت حبراً على ورق.
المواطن يريد أفعالاً ملموسة وليس مجرد وعود دون تنفيذ، خاصةً أن المواطنين توقعوا من المحافظ وبقية المسؤولين اهتماماً أكبر بعد كل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وتوقعوا كذلك البدء بمسيرة الإصلاح الشامل المنشودة والتي عبر عنها رئيس الجمهورية في كلمته التوجيهية أمام مجلس الوزراء، وخاصة في مجال احترام كرامة المواطن وقيام المسؤولين على مختلف المستويات بالعمل المباشر على الأرض لحل قضايا الناس، وليس الجلوس في المكاتب الفخمة والعيش في برج عاجي.
ويؤكد المواطنون أن العديد من دوائر الدولة مازالت على حالها رغم كل ما يحدث في البلد، فلم يتعظ الكثير من رؤساء الدوائر الحكومية وبعض الموظفين بالتقيد بخدمة المواطن، وتسيير أموره والالتزام بالدوام وبخدمة المواطنين، فمازلنا نلمس أهمال الكثيرين وهروبهم من الدوام قبل الساعة الواحدة لبعض الموظفين بدون حسيب ورقيب!.
ومن الوعود التي خلفها المحافظ ذلك الذي قطعه للفلاحين بتقديم الدعم الزراعي منذ بداية العام الحالي، وقام المزارعون بإجراء المعاملات ثلاث مرات وخاصة في الكشف الحسي ولم يحصل أحد منهم الدعم حتى الآن رغم الوعود بذلك أكثر من مرة.
ورغم الزيارات الكثيرة والمتكررة التي قام بها المحافظ للعديد من البلديات والبلدان فلم يحدث أي تطور ملموس فمثلاً زار المحافظ بلدة يحمور ثلاث مرات وقدم المواطنين الشكاوى المرة تلو الأخرى حول المخطط التنظيمي والنظافة والقلعة الأثرية وغيرها ولكن للأسف لم ينفذ شيء، فكأن بلدية يحمور تعيش في جمهورية الواق واق رغم أنها من ضواحي مدينة طرطوس وحدث هذا مع بلديات الحميدية وتركب وبستان الحمام وبحوزي وغيرها وفي سهل عكار ايضاً لم يجر تنفيذ الوعود كشق وتعبيد طرق زراعية يحتاج إليها أهالي سهل عكار بشكل عاجل...
وتردد الحديث بالمحافظة طويلاً عن مؤسسة مياه طرطوس ومديرها الذي يتعامل مع الموظفين والمتعهدين بشكل غريب، وكأنه يملك المؤسسة وليس يديرها، فجرت مئات حالات النقل التعسفي والتميز بين المتعهدين ورائحة الفساد التي يتحدث عنها الجميع، ولكن لا حياة لمن تنادي. وأما عن مرفأ طرطوس فعمال المناوبة المظلومون ضغطوا على جرحهم مؤقتاً لأن مدير المرفأ هددهم بالطرد إذا لم تعجبهم قراراته؟!.
وبالنسبة لحالة البيئة والنظافة فحدث ولا حرج.. القمامة في كل مكان وخاصة على الطريق البحري (طرطوس ـ الحميدية) وفي مزرعة ضهر الطاحون والهيئة والحميدية ووادي الشاطر وغيرها رغم أن محافظتنا سياحية. وأما أحوال مدينة طرطوس فلها نصيب من الإهمال والتقصير، خاصةً في أحياء الرمل والفمقة واليرانية حيث الكثير من الطرقات المهملة والحفر المنتشرة في الشوارع وكأن بلدية طرطوس نائمة.
هذا غيض من فيض من مشاكل محافظة طرطوس الكثيرة والتي يحتاج كل منها مقالاً خاصاً، وليس ما أوردنا هنا سوى أقوال وهموم الناس والمواطنين والذي لسان حالهم يقول: نريد افعالاً وليس مجرد كلام ووعود.