ريف حماة: حواجز.. وفدية!
ضمن فوضى السلاح التي تشهدها البلاد بلغت ممارسات بعض حملة السلاح في المناطق (الآمنة) حداً لا يطاق حيث بدل من أن يستخدم السلاح لحماية الناس كما يجب أن يكون عليه الحال، فإنه في أحيان أخرى يوجه هذا السلاح إلى صدور الناس لسلبها ونهبها والارتزاق على حسابها هؤلاء، وهم أحوج ما يكونوا لمد يد المساعدة لهم لا إذلالهم ونهبهم.
ما جرى في محيط مدينة السقيلبية في الأسبوع الماضي ليس الحادث الوحيد الذي جرى، حيث قام عنصران من حاجز يقع جنوب مدينة السقيلبية بحدود 2 كم بحجز سيارة قاطرة كبيرة محملة بالحمضيات تبلغ حمولتها 70 طناً أو أكثر، قادمة من اللاذقية ومتوجهة إلى مدينة حلب وبهذا تكون القاطرة قد مرت على 10 حواجز على الأقل قبل وصولها إلى الحاجز المذكور، سبب الاحتجاز كما صرح العنصران المسلحان أن السائق ينتمي إلى داعش حيث أخذوا منه بطاقته الشخصية وأوراقه وهاتفه المحمول وما بحوزته من مال، وتوجهوا به إلى مدينة السقيلبية، وفي إحدى الحارات الطرفية بدأوا بتفريغ حمولة القاطرة ليتم بيعها، وفي هذه الأثناء تدخل أحد سكان الحي عندما رأى السائق جالساً على الرصيف في حالة نفسية سيئة، وبعد السؤال والاقتناع بأنه لا علاقة للسائق بالتهمة المنسوبة إليه، وأن الأمر مجرد سطومن العنصرين، حيث تبين أن السائق المتهم يأخذ هذه الحمولة إلى حلب برسم الأمانة فهدأ من روعه و تحدث مع العنصرين لإعادة ممتلكات السائق إليه ولكن دون جدوى..
سلوك آخر؟
و في هذه الأثناء تدخل عناصر القطاع التاسع للدفاع الوطني في السقيلبية و جرت مشادة كلامية بينهم وبين عنصري الحاجز وكاد الأمر يتطور إلى أمور لا تحمد عقباها ولكن عناصر القطاع التاسع أصروا أن هذا العمل غير منطقي ويجب إعادة ما فرغ من الحمولة وفك احتجاز السيارة حيث كان قد فرغ من السيارة حمولة جرارين (تقريباً 10 طن) وبات بعيداً عن متناول اليد، فما كان من عناصر القطاع التاسع إلا اصطحاب السائق وقاطرته وما بقي من الحمولة ورافقوه حتى طريق بيت ياشوط - اللاذقية لكي يعود من حيث أتى بعد إعادة أوراقه وهاتفه.
إذا كان القطاع التاسع في السقيلبية الذي قام بعمله هذا مشكوراً على تأدية هذا الواجب فلماذا لا يعاقب عناصر الحاجز الذين يدعون أنهم تابعين لـ«دير شميل» على فعلتهم حيث تبين من الأحاديث لعناصر القطاع التاسع حتى قيادة دير شميل لا علم لها بما جرى، فإلى متى يبقى هؤلاء خارج سلطة القانون والمحاسبة ؟؟؟.
خطف طلاب، وفدية!
و في موقع آخر وفي الوقت بنفسه على طريق بيت ياشوط محردة وبين حاجز مفرق سلحب الحورات وحاجز حوض العاصي حيث المسافة بين الحاجزين لا تتعدى 1 كم،
في منتصف المسافة بين هذين الحاجزين أوقف ميكروباص من قبل عناصر مسلحة وكان يقل 14 طالباً جامعياً قادمين من مدينة اللاذقية حيث الامتحانات الجامعية، قامت العناصر المسلحة بأخذ هويات الطلاب ثم أعادوها إلى الطلاب إلا طالبين أخذوهما معهم وسمحوا للميكرو بالانصراف وبعد ساعات أخبروا أهل الطالبين بأنّ عليهم دفع فدية لكي يطلق سراحهم وهنا كذلك تدخل مسؤول لجان الدفاع الوطني في مدينة محردة مع بعض من لهم كلمة في المنطقة وإثر ذلك أطلق سراح الطالبين بعد يومين من الاختطاف وللعلم هذه الحوادث كلها تجري في مناطق (آمنة) على أساس، ولا يوجد فيها مجموعات مسلحة إرهابية، فمن يقوم بهذه الأعمال المريبة وخاصةً أن الفاعلين يختفون وحتى إذا عرفوا لا حسيب ولا من يحزنون.