الذكرى التسعون استذكار التاريخ والسير إلى الأمام..!

الذكرى التسعون استذكار التاريخ والسير إلى الأمام..!

بادرت دائرة أكتوبر لحزب الإرادة الشعبية في حماة، بزيارة عدد كبير من بيوت الشيوعيين القدامى في مدينة السقيلبية، وتهنئتهم بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي السوري، تقديراً لدورهم في بناء منظمة حزبهم الشيوعي في هذه المدينة.

و بالرغم من ظلام الليالي الشتائية، و الدروب الموحشة و الباردة، وانقطاع التيار الكهربائي شبه الدائم، و قذائف الموت التي تنهال على المدينة بين الحين و الآخر.. قام الرفاق بزياراتهم تلك، وجرت تلك اللقاءات على ضوء الشموع و فوانيس الكاز التي تقاعدت منذ أكثر من أربعين عاماً، و لكنها عادت للعمل من جديد نتيجة أزمة الكهرباء التي تعيشها البلاد.. دفء أحاديث الرفاق القدامى و حميميتها، بددت قسوة برد الشتاء وقد استقبل رفاقنا من قبل مضيفيهم بحفاوة و سرور لهذا الاستذكار، الذي عاد بهم إلى الأيام التي يعتبرونها أجمل أيام حياتهم، لما فيها من قيم نضالية أعطت لحياتهم معنى.. هؤلاء الرفاق الذين تحملوا الفقر والجوع والحرمان و النوم في المقابر، أثناء المطاردات و الاعتقالات أيام الدكتاتوريات السوداء حيث شردوا و شردت أسرهم، لكن إيمانهم بالقضية التي كانوا يناضلون من أجلها، وعزز من صلابة مواقفهم واستمرارهم في الطريق النضالي الذي سلكوه..!
وقد نقل الرفاق في بداية كل زيارة، تحية قيادة منظمة حماة لحزب الإرادة الشعبية  وتصميم الحزب وبعزيمة أكبر، على الاستمرار في النضال من أجل إخراج البلاد من أزمتها الكارثية، و من أجل التغيير الجذري و العميق و الشامل الذي يستحقه شعبنا السوري.
و ردوا على التحية بإصرار أكبر على مواصلة النضال، استناداً إلى ما يطرحه الحزب من برنامج لحل الأزمة السورية و الخروج منها، و استذكروا في هذه المناسبة أن لا شيء يمكن تحقيقه دون نضال و تضحية و نكران للذات، و تحدثوا ببساطة وشفافية  لكن بكبرياء عن تلك النضالات، التي خاضوها مع منظمتهم منظمة الحزب في السقيلبية، في تلك الأيام الخوالي.. إن كان ضد المستعمر الفرنسي، أو ضد الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة، أو من أجل مصالح الفلاحين و حقوقهم. لكن معظم من تحدثوا تعرضوا لحدثين نضاليين مميزين من تلك الأحداث النضالية التي خاضتها المنظمة.
الحدث الأول: هو ما جرى منذ أكثر من أربعة عقود و الذي يعرف بمعركة (الشيخ جوبان) حيث كان مقرر الإحتفال في هذا المكان بذكرى ثورة أكتوبر وميلاد الحزب.. لكن نتيجة وشاية لدرك المدينة، حول الاحتفال ومكانه، وقام الدرك بقطع الطريق المؤدي إلى مكان الاحتفال، لمنع الرفاق وأصدقائهم من الوصول إليه، ومن ثم قام الدرك بمهاجمة مكان الاحتفال، وجرت مواجهة كبيرة بين الرفاق و رجال الدرك انتصر فيها رفاقنا، و يذكر الرفاق أن المرأة الشيوعية ساهمت بشكل بطولي في تلك المواجهة، ويعود لمشاركتها فضلٌ كبير في ذاك الانتصار، حيث أصرّ الرفاق على الاحتفال و احتفلوا بالمناسبتين.
الحدث الثاني: وفي تلك الفترة نفسها تقريباً، تحدث رفاقنا كيف قاد شيوعيو منظمة السقيلبية الفلاحين، في معركة يسميها الرفاق (معركة القطرة) من أجل انتزاع الأرض من الإقطاعيين عنوةً، و تسليمها إلى الفلاحين الذين يعملون بها، حيث كانت الأرض ليست للإقطاعيين، وإنما أرادوا ضمها إلى أراضيهم، وجرت مواجهة بين رفاقنا  والدرك، الذي استنجد بهم الإقطاع، و لكن رفاقنا واجهوا الدرك بكل رجولة و بسالة ودعمهم الفلاحون في هذه المواجهة، وكانت النتيجة لمصلحة رفاقنا، حيث استعيدت الأرض و سلمت للفلاحين. ونتيجة هذا الحدث، ورد لمنظمة الحزب الكثير من طلبات الانتساب من فلاحي منطقة الغاب حيث أصبح في معظم قراه منظمات للحزب.  
عاشت الذكرى التسعون.