دير الزور: تصعيد وهجرة.. اعتقالات وإعدامات وغليان ضدّ (داعش)!
سقط العديد من المدنين الأبرياء ضحايا لاستهداف قوات «التحالف» الأمريكي مؤخراً بعض المناطق في محافظة دير الزور والتي شملت اعتداءات على "حقل التنك" النفطي في الريف الشرقي بحجة قصف أماكن تواجد "داعش" فيها، هذا وتستمر ضربات "التحالف" على الرغم من وجود علامات استفهام كبرى حول علاقة التنظيم بالولايات المتحدة ذاتها..
كما شهدت المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين تصعيداً في الوضع الأمني شمل مركز المحافظة والعديد من مناطقها، حيث تصاعدت حدة الاشتباكات حول مطار دير الزور بعد محاولات عديدة مما يسمى «داعش» لاقتحامه، والتي منيت بالفشل بفعل مقاومة قوات الجيش العربي السوري ومساندة متطوعي العشائر.
الجيش والعشائر يوقفون (داعش)
وفي التفاصيل، دارت اشتباكات في أحياء المدينة التي تسيطر عليها "داعش" والقرى المحيطة بالمطار وقرى الريف الشرقي. هذا وتستمر "داعش" بحصار حيي "الجورة" و"القصور" وتمنع دخول غالبية المواد الغذائية والمحروقات ومواد الإغاثة إليهما، مما يجعل حوالي 500 ألف مواطن يتعرضون لمعاناة مركبة، وخصوصاً في ظل استمرار انقطاع الماء والكهرباء والاتصالات، وتردي الواقع الصحي.
هذا وقد قامت "داعش" بإعدام ثمانية مواطنين في البوكمال، وهم من أهالي بلدة (صبيخان) التابعة لمدينة الميادين بتهمة الكفر ومساندة عشيرة "الشعيطات" والقتال ضدها، وهو ما أدّى لانفجار مقاومة شعبية بوجهها، قامت "داعش" على أثرها بحملة اعتقالات واسعة فيها، فأعدمت ثلاثة آخرين في "صبيخان" ذاتها بهدف نشر الرعب وإرهاب أهاليها..!
(بن عبد الوهاب) وإطالة اللحى!
وطالت حملة اعتقالات "داعش" مدينة العشارة شرق الميادين، وبلدة البوعمر. كما قامت "داعش" بإغلاق المدارس في كل المناطق التي تهيمن عليها وصادرت الكتب المدرسية.
وعممت باسم "ديوان التعليم" في القاطع الجنوبي، على المعلمين والحقوقيين والقضاة وكل من عمل في المحاكم (الطاغوتية) حسب زعمهم، وأصحاب الطرق الصوفية في المنطقة الممتدة من "بقرص تحتاني" إلى "موحسن" للحضور يوم الاثنين 5/1/2015 إلى جامع "خالد بن الوليد" في بقرص تحتاني لإتباع (دورة شرعية) وأن يحضر كل واحد معه كتاب (الوجازة في شرح الأصول الثلاثة لمحمد بن عبد الوهاب) وتوعد التنظيم كل من يتغيب بالمحاسبة.
ومنع التنظيم، النساء دون الثلاثين، من المغادرة بحجة أنهن "حرائر المسلمين". وفرضت غرامة 5000 آلاف ليرة على كل من لم يطل لحيته، وهددت كل من يحاول تقصيرها.
وفي مدينة البوكمال قامت التنظيم الإرهابي باعتقال العشرات ممن حملوا السلاح سابقاً لمدة أسبوعٍ، وتم إطلاق سراح هؤلاء بعد أن أُجبروا على مبايعته، ثم تم تجميعهم مجدداً بالقوة ونقلهم إلى غرب العراق للقتال إلى جانب عناصرها. وحسب الأنباء الواردة لأسرهم أن قسماً كبيراً منهم قد قتل أو أصيب أو بات مجهول المصير. وتعتم "داعش" عن الأهالي مصير أبنائهم مما يخلق توتراً وغلياناً بينهم..
بحثاً عن (الحضن الدافئ)..
لقد ارتفعت نسب الاحتقان وتحولت إلى غليانٍ وانفجارٍ شعبي ضدّ الممارسات التي تقوم بها القوى التكفيرية كـ"داعش" والتي زادت في الفترة الأخيرة نتيجة خوفها من انتفاضات شعبية ضدها، ولكن هذا الإحتقان لم يلق "حضناً دافئاً" من طرف جهاز الدولة حتى اللحظة، ففي الأثناء ذاتها تعرضت المدينة لقصفٍ جويٍّ من "الطيران السوري" كان ضحيته غالباً من المدنيين الفقراء حسب روايات العديد من أبناء المنطقة.
وفي سياق موازٍ تم اعتقال العديد من المعلمين والعاملين في الدولة الذين يحضرون من ريف المدينة لقبض رواتبهم من دوائرهم المتواجدة في حيي "الجورة" و"القصور" من قبل الأجهزة الرسمية، وذلك على خلفية إقامتهم في المناطق التي يسيطر عليها التكفيريون وفقاً لذات الروايات..
وفي ظل هذه الظروف يشهد الريف الشرقي لمحافظة دير الزور موجة هجرةً جديدة، هرباً من كل تلك الممارسات، وخاصة في القرى القريبة من مطار دير الزور كالمريعية والبوعمر وموحسن.