طريق دير الزور ودمشق حواجز ومعاناة..!!

طريق دير الزور ودمشق حواجز ومعاناة..!!

ست عشرة ساعة، هي الحد الأدنى من المعاناة والتعب والخوف للركاب، وهم يغادرون من دمشق إلى دير الزور أو العكس.. ناهيك عن الأعباء المادية التي تضاعفت مراتٍ ومرات..

الطريق الضيق والمليء بالحفر والذي كتب عنه سابقاً كثيراً نتيجة سوء التنفيذ والفساد، وجاءت الأزمة لتزيد الهموم هموماً أخرى، حيث يضطر السائقون للسيارات والحافلات إلى السير في الطرقات الترابية لساعاتٍ هرباً من المناطق الخطرة التي غالباً ما تكون فيها اشتباكات وخاصةً السيارات القادمة من ريف محافظة دير الزور..

الحواجز المشؤومة

الرقم المشؤوم 13 حاجزاً لمسلحي ما يُسمّى «الدولة الإسلامية في العراق والشام-داعش» والتي يتحاشى الركاب تسميتها به خوفاً من أمورٍ لا تُحمد عقباها..
ما بين الحاجز والحاجز مسافةً لا تتجاوز 5 كيلومترات، وكل حاجز يجب الوقوف عنده مدة نصف ساعة في أحسن الأحوال.. تفتيشٌ عن النسوة غير المخمرات.. وتفتيش للهويات وانتماءات أصحابها لأي منطقة من المناطق التي يُطلب أبناؤها لمعاقبتهم، كأن يكون من منطقة «الشعيطات» مثلاً، وتفتيشٌ للجيوب والجوالات.. وامتحانات وأسئلة عن المحرِمين، وعن العبادات في الدين.. وويل لمن يتلكأ أو يخطئ أو من يوجد في جواله صورةً أو أغنية فيتهم بالكفر والزندقة وتحل عليه العقوبة.. فإمّا ينالها مباشرةً، وإمّا يؤخذ إلى جهةٍ مجهولة ولا يعرف مصيره وفي النهاية موعظة ودعاء الدولة باقية.. ممن جاؤوا إلى سورية من العرب والأجانب «قطريٌ وسعوديٌ وجزائريٌ وتونسيٌ ويمنيٌ وشيشانيً وأمريكيٌ وأوربيٌ».. وكأننا أغراب في بلادنا.

ما بعد السّخنة..!

ما أن تتجاوز الحافلة مدينة السّخنة وتدخل في رحاب محافظة حمص، حتى يتنفس الركاب الصعداء.. «نجونا من الجلد أو قطع الرأس».. لكن هذا الفرح البسيط بالحياة لا يلبث أن ينتهي بأسرع مما هو متوقع.. حيث تبدأ الحواجز الرسمية ولا يعرف الركاب أهم من الجيشٌ السوري أم أمنٌ أم لجان شعبية؟ 
لكن المأساة تبدأ في الوقوف على بعض هذه الحواجز، والتي تطول لساعاتٍ ثلاثٍ أو أربع.. كما في حاجز «السّخنة»، ويصل رتل السيارات إلى مئات الأمتار في عملية تفتيشٍ بطيئة وكأنها متعمدة.. وقبل حاجز «تدمر» يبدأ السائق ومرافقه بجمع مبالغ متعددة من الركاب أقلها 200 ليرة، وبعضها يصل إلى 500 أو ألف، لتوزيعها على الحواجز حتى لا يتأخروا في الوقوف.

من يحاسبهم؟

وما بين هذه وتلك يتساءل المواطنون إذا كان المسلحون، ليس بالإمكان السيطرة عليهم بسبب مرجعيتهم الارهابية التكفيرية التي تحكمهم.. أليس للحواجز الرسمية مرجعية تحاسبهم، وخاصةً أنّ فرض الإتاوات على الركاب يتم علناً وكثرت الشكاوى عليها..؟!