ماذا حدثَ في سُوقِ «النّسوان» ..!؟
يشغل الناس هذه الأيام، الحديث عن المعركة التي حدثت في سوق النسوان بطرطوس، بين أصحاب البسطات في هذا الشارع الشعبي، وعناصر شرطة البلدية وحفظ النظام، ويتساءل الغالبية: لماذا يحدث هذا بين فترة وأخرى..؟ وما يلبث أن يعود السوق إلى ما كان عليه سابقاً.
قد يتساءل الكثيرون لماذا سمي بهذا الاسم..؟
جاءت هذه التسمية من توافد النساء الريفيات الفقيرات إليه منذ سبعينيات القرن الماضي، وهذه الحالة أصبحت ظاهرة في غالبية المحافظات هرباً من استغلال أسواق الهال والتجار والسماسرة الذين يربحون أضعاف ربح الفلاحين والفلاحات، حيث تُعرض المنتجات الحيوانية والنباتية مثل (البيض البلدي والشنكليش والزعتر والسماق)، وكذلك مختلف أنواع الخضروات والفواكه التي ينتجونها، وتباع للمستهلك مباشرة مع فارق الربح الذي يأخذه السماسرة والتجار، ثُمّ تطور السوق وازدهر وتحول لاحقاً إلى سوق شعبي معروف في مختلف أنحاء المحافظةّ، حيث دخل إليه، بعض الشباب ببضائعهم المهرّبة، أو ببضائع من إنتاج المصانع السورية، وتباع بأسعار مخفضة، مقارنة بالأسعار السياحية والكاوية، لأصحاب المحلات التجارية.
التواطؤ باسم القانون!
صحيفة «قاسيون» تابعت الموضوع لأهميته الشعبية، وجالت في «سوق النسوان»، والتقت العديد من أصحاب البسطات والنساء من الباعة، وقد أكدوا أن هناك تحالفاً بين أصحاب المحلات التجارية وبلدية «طرطوس»، ويتم دفع رشاوى من أجل مصادرة كل البسطات، ومحاولة إلغاء هذا السوق الشعبي، الذي أصبح سوقاً تراثياً أساسياً في مدينة طرطوس، وذلك بحجة الزحمة واستغلال الرصيف الخ.
والحقيقة أن وجود مثل هذه الأسواق الشعبية مهمٌ ومفيدٌ وخاصةً للفقراء. ويؤكد كثير من الأهالي العاديين الذين يتسوقون منه أنه أصبح حاجة شعبية لكل أبناء المحافظة، واعتادوا عليه منذ 30 عاماَ، والآن مع تفاعل الأزمة الطاحنة والغلاء الفاحش وتحكم تجار الأزمة، بالمواطن السوري، جرت محاولة إغلاق هذا السوق الشعبي بالقوة، وتمّ تكسير البسطات وتخريب البضائع، وأن هذا العمل لا يصب في مصلحة الأمان والوحدة الوطنية بل يزيد التوتر، في هذه المحافظة الهادئة خاصة أن يعيش في ظروف معيشية مأساوية.
أين أسواق التعفيش من الرقابة؟
-«أم علي»، إحدى أصحاب البسطات قالت لـ«قاسيون»: «أنا أعتاش من هذا السوق منذ عشرين عاماً، لكي أعيل أسرتي، ولا دخل لنا إلا من هذا المكان، وكما يقول المثل: قطع الأعناق ولا... وحرام ما بيصير..!».
- «س» ، صاحب بسطة آخر، تحدث إلينا غاضباً: «أنا أعيل 3 أسر، ويحاولون تطبيق القانون علينا نحن وكأننا أغنياء ونعيش في سويسرا..! أو كأننا لسنا في حرب أو أزمة..! بالله عليكم لماذا لا يحاسبون أسواق التعفيش والسرقة والتسليح العلني..؟».
وتابع حديثه قائلاً: «فهل السلطات المحترمة لا تقدر إلا علينا نحن الفقراء..؟ ماذا كانوا يريدون..؟ تطبيق القانون فليطبق على الجميع إذاً، ولا يكون هناك ابن ست وابن جارية.! الذي حدث في سوق النسوان، هو مؤسف ولا يخدم الوحدة الوطنية أبداً، خاصة أننا في ظروف صعبة جداً، وكلنا أمل أن تعامل السلطات في طرطوس، بروح الانفتاح والعقل ومصلحة الشعب وعدم اللجوء إلى التسرع ..لأن مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار..»!
مَنْ يحاسب مَنْ؟
ما حدث في سوق «النسوان» ما زال حديث الأوساط في المحافظة والأغلبية مستائين مما جرى، وضدّ التجار ويتوجهون إلى قائد الشرطة والمحافظ بقولهم: الكراج الجديد يبعد 100م وفيه تعديات ولا أحد يحاسبهم، هل لأنهم مدعومون ولعلاقتهم بالمتنفذين..؟