«حيّ الوعر» ما زال ينتظر ويعاني..!
استمرار معاناة حي الوعر في مدينة حمص، كغالبية الأحياء في المناطق المتوترة بالمدن السورية، التي تعاني من الحصار المزدوج، ويحوي حوالي 400 ألف مواطن على الأقل من سكان الحي والمهجرين إليه من المناطق والأحياء الأخرى.
ومنذ إنجاز التسوية في أحياء حمص القديمة، جرت محاولات عدّة لمتابعة ذلك في حي الوعر إلاّ أن المعرقلات ما زالت مستمرة سواء بالاتفاق على شروط التسوية أو الانقلاب عليها وعدم تنفيذها ووضع شروط أخرى تعجيزية، ناهيك عن انعدام الثقة وعدم وجود ضمانات جدّية، مما أبطأ عملية التسوية، وبالتالي تفاقم معاناة المواطنين الموجودين فيه ومعظمهم من الفقراء والمهجرين الذين فقدوا منازلهم ومصادر معيشتهم، وحتى العديد من أبنائهم نتيجة العنف والقصف والقنص والاعتقال..
معاناة مركبة
على الرغم من السماح بالدخول والخروج النسبي للعاملين في الدولة والنساء، إلاّ أنّ ما يرافق ذلك من ممارساتٍ على الحواجز التي تمس الكرامة، ومنع إدخال المواد الغذائية من قبل المواطنين حيث لا يُسمح للمواطن الداخل سوى بجزء يسير لا يُسمن ولا يغني من جوع له ولأسرته، وفي أحسن الأحوال كغ من الفواكه، ومثله من الخضار وعلبة دخان واحدة، وكل ذلك لا يكفي أسرته، كما أنّ هذا أدّى إلى ارتفاع الأسعار أربعة أضعاف على الأقل في داخل الحي، وسمح باستغلال المواطنين من قبل تجار الأزمة.. وعلى سبيل المثال وصل سعر علبة الدخان الحمراء والتي سعرها 90 ليرة إلى 400 ليرة، و كغ الخوخ ارتفع من 50 ليرة إلى 300 ليرة، وكغ اللحمة من 1300 إلى ما بين 4000 و5000 ليرة، ويضاف إلى ذلك ضعف الخدمات الصحية وندرة الأدوية، مما يهدد بكارثةٍ إنسانية وبيئية.
نريد حلاً لكن..!؟
تؤكد الأنباء الواردة من الحي أن المواطنين المقيمين والمهجرين إليه، يُريدون التسوية والحل اليوم قبل الغد، لكن هناك من يمنع أو يريد عرقلته ويفرض شروطاً لا تهدف لتحقيق التسوية ويرافق ذلك انعدام الثقة والخوف من عدم التنفيذ والانقلاب عليها، وما يقلق المواطنين الذين يريدون الحل، أنّ هناك أكثر من 1000 شاب ممن اضطرتهم ظروف الأزمة يعتبرون مطلوبين بسبب مواقفهم المعارضة، أو فرارهم من الخدمة العسكرية، وتسليمهم أحد الشروط للتسوية وكذلك مطالبة الجهات المسؤولة بأسماء حوالي 1000 امرأة، ومؤكد أن لكل شاب وامرأة أسرة لن تفرط بهم بسهولة ويريدون الاطمئنان على مصيرهم وما يضمن سلامتهم، حتى تكون التسوية حقيقية وشاملة وخاصةً أنّ كثيراً من الأسماء مطلوبة لمجرد شبهات، ومن يريد تحقيق المصالحة يجب أن تكون شاملة، «فهل سنبقى نعاني من الموت البطيء ونحتضر..»، هكذا يردد كثير من المحاصرين في الحي.
وفيما تستمر المعرقلات للتسوية ما زال حي الوعر بسكانه ينتظر ويحتضر.. فإلى متى..؟