موسم الخضروات في الرقة بين غلاء المستلزمات وانتشار «الحشرات»!

موسم الخضروات في الرقة بين غلاء المستلزمات وانتشار «الحشرات»!

إذا كان انخفاض موسم القمح وانعدامه في العديد في المناطق المتوترة، وخروج مساحات كبيرة من الزراعة بسبب انخفاض مستوى بحيرة السد، وقطع تركيا لمياه نهر الفرات، وعلى سبيل المثال مشروع «بئر الهشم» في الرقة ومساحته 28 ألف هكتار، مما يهدد الأمن الغذائي، فإن موسم الخضروات أيضاً في كل أنحاء البلاد يشكل خطورة أخرى عليه.

يشكل ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي أحد الأسباب المهمة لانخفاض إنتاجها وانعكاس ذلك على الفلاح والمستهلك معاً، وإذا كان تأثير ذلك على المحاصيل الإستراتيجية كالقمح والقطن واضحاً، فإنه على موسم الخضروات أكثر تأثيراً ووضوحاً.

إنّ ارتفاع تكاليف الحراثة والبذار والأسمدة وأدوية المكافحة والري، ومشاكل التسويق وتحكم التجار والمسلحين والحواجز المختلفة هي ذاتها التي يعاني منها الفلاحون في موسم الخضرة ويضاف إلى ذلك أسبابً أخرى تزيد هذه المعاناة وتضاعفها ومنها:

البذار المهرب و«الروبة»

• قلة توفر البذار ونوعيتها المعقمة بسبب توقف فروع مؤسسة إكثار البذار ودخول أنواع مهربة من تركيا غير مناسبة للبيئة، حيث وصلت كلفة الدونم من شتل البندورة 5000ل.س والباذنجان 3000ل.س والفليفلة 2000ل.س واعتماد بعض الفلاحين على البذار التي ينتجونها بما يسمى (الروبة) وهي أكثر مقاومة للأمراض لكنها غير كافية.

• زيادة تكاليف الري.

• زيادة الأمراض والحشرات بسبب الظروف البيئية السيئة الناجمة عن تلوث الهواء والماء والتربة، ومنها الدودة التي تصيب الأوراق والثمار.

الأدوية وأسعارها المحررة

• زيادة تكاليف أدوية المكافحة، والحاجة لأنواع أخرى من الأدوية غير التي تتعلق بإبادة الأعشاب الضارة، ومنها التي تتعلق بتثبيت النبات والأزهار حيث يحتاج الدونم إلى مكافحتين تكلف الواحدة منهما 1500 ليرة.

• ظهور أمراض وفيروسات جديدة في التربة تتطلب عزل المناطق المصابة بحفر خنادق حولها حتى لا تنتقل إلى بقية المناطق عبر الري.. وهذا يعني خروج أراضٍ أخرى من الزراعة.

النقل والتسويق

• الحاجة للعمل اليدوي في الشتل وتقع الأعشاب والتفريد، وهذا يتطلب يد عاملة مستمرة على فترتين صباحية بأجور يومية ما بين 200 و250 ليرة ومسائية حوالي 150 ليرة.

• الحاجة للنقل والتسويق السريع لأنها لا تتحمل التخزين، ناهيك عن عدم توفر إمكانيته في مؤسسات الدولة، وخضوعهم لابتزاز تجار الهال والحلقات الوسيطة وحواجز المسلحين المتعددة.

• عزوف الفلاحين عن زراعة الشوندر لتوقف معمل السكر، وكذلك عزوفه عن زراعة الخضروات واتجاههم للمواسم التي لا تحتاج رياً أو جهداً كبيراً وعنايةً خاصة كالبطيخ.

الفلاح والمستهلك خاسران

لا شكّ أن كلّ ذلك أثر بشدة ليس على الفلاح المنتج فقط وجعله خاسراً، وإنما أيضاً على المستهلك حيث ترتفع أسعار الخضروات فتصله الكوسى بسعر يعادل أكثر من ستة أضعاف مبيع الفلاح أي حوالي 70 ليرة. فالفلاح والمستهلك هما الخاسران وتجار الأزمة هم الرابحون، وباتت الأمور تحتاج إلى حلول سريعة وشاملة وأهمها الحل السياسي للأزمة، ومن يعارضه أو يعرقله هو عدو للشعب والوطن.