الثروة الحيوانية مهددة.. و«التطنيش» جزاء العاملين!

الثروة الحيوانية مهددة.. و«التطنيش» جزاء العاملين!

تشكل الثروة الحيوانية وأهمها أغنام العواس مصدراً مهماً من مصادر قوة الاقتصاد الوطني، وخاصة إذا جرى الاهتمام بها واستثمارها وتوظيفها بالشكل الصحيح، لأنها تتمتع بميزة شبه مطلقة لا يمكن منافسة سورية بها، لاسيما وأنها تتمتع بقيمة مضافة تتفوق بها على كثير من المنتجات الأخرى.

لقد تعرضت في السنوات السابقة وما زالت تتعرض هذه الثروة الكنز لهجمات كثيرة، منها الذبح والتصدير العشوائيين، ونقص العلف وغلائه في أوقات الجفاف، بالإضافة للإهمال ونقص اللقاحات والأدوية وارتفاع ثمنها، ما يرهق المربين ويعرضهم لفقدان أعدادٍ كبيرة من قطعانهم. ناهيك عن انعكاس ذلك على الأمن الغذائي لسورية، إذ تؤمن الثروة الحيوانية نسبة 73% من اللحوم اللازمة لتغطية الطلب المحلي، وتعتبر سورية ثاني دولة عربية مصدرة بعد السودان.

ومن الواضح أن انخفاض أعداد القطعان لدى المربين في سورية، والناجم عن آفتي التصدير والذبح العشوائيتين، إلى ارتفاع أسعار رؤس الماشية في الأسواق المحلية، حيث وصل سعر الرأس إلى أكثر من 13 ألف ليرة وهذا ما جعل سعر كغ اللحم يصل إلى 700 ليرة في محافظات الداخل وحوالي 500 ليرة في المحافظات المنتجة.

وللاطلاع على واقع الأمر في دير الزور، التقت «قاسيون» بمدير الثروة الحيوانية هناك إبراهيم لطفي الذي أكد على ضرورة حماية هذه الثروة الكنز وطالب بتحويل مديرية الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة إلى هيئة مستقلة ليتاح لها تطوير عملها وزيادة كمياتها وتأمين مستلزماتها وإنصاف العاملين فيها، فعلى سبيل المثال تم انجاز عملية الإحصاء في عام 2008 والتي استمرت شهوراً من العمل والجهد في البادية لم يحصل أي واحد منهم على مكافأة ولو بسيطة، مع العلم أنهم معرضون للأخطار بسبب تعاملهم مع الأمراض والفيروسات ..

ويقدر عدد الأغنام في محافظة الرقة بحوالي مليونين وفي دير الزور حوالي مليون ونصف، ويضاف لها القطعان القادمة في فصلي الصيف والخريف من بادية تدمر ومحافظة حماه لرعي بقايا محصول القطن، وقد تعرضت كثير من القطعان لإصابات متعددة من الأمراض، ومنها التيكسو بلازما وأدوية المكافحة التي توجد آثارها  في محصول القطن والتي تسبب الإجهاض وكانت نسبته عالية في محافظة الرقة، بالإضافة لتأخر كميات لقاح الحمى القلاعية ونقص كمياته، وهو ما اضطر العاملين في دائرة الصحة الحيوانية للعمل حتى خلال عطلة العيد، كما ودفعتهم للتساهل في شروط التسليم والتلقيح التي يجب أن تركز أولاً على الأمهات الحوامل لحماية المواليد، وكل ذلك تحت ضغط المربين الذين يلحون على تلقيح كل قطعانهم لتدارك هذا التأخير الذي تتحمل مسؤوليته الوزارة بالدرجة الأولى، وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك لخطورته على ثروتنا الحيوانية واقتصاد الوطن وغذاء المواطن.

و«قاسيون» إذ تشكر العاملين في دائرتي الصحة الحيوانية في الرقة ودير الزور على جهودهم ومحافظتهم على ما تبقى من هذه الثروة، والتي هي جزء مهم من اقتصادنا تهدده السياسة الاقتصادية الاجتماعية الليبرالية للطاقم الاقتصادي والحكومة ككل عبر تحرير التجارة على حساب قوت الشعب.. فإنها تساندهم أيضاً في مطالبهم بدل أن تذهب المكافآت للفاسدين والجالسين في غرفهم المكيفة ومقاعدهم الوثيرة.