ما السر خلف نبش «الدردري»؟
ما بات في حكم المؤكد هو أن المؤتمر الدولي المتعلق بالوضع السوري سيعقد خلال الأسابيع القليلة القادمة، ومن الطبيعي والحالة هذه أن تعمل القوى المختلفة على ترتيب أوراقها للتعاطي مع النتائج المفترضة لهذا المؤتمر والتي هي بدورها باتت شبه معروفة، ولعل أهمها هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تشترك فيها قوى المعارضة المختلفة، والنظام. وفي هذا السياق، فيما يبدو، تأتي المحاولات المحمومة وغير المنطقية بآن معاً، لتلميع صورة عبد الله الدردري النائب الاقتصادي السابق، وإعادة تعويمه في التداول السوري، تحت يافطة إعادة الإعمار، وسط استياء واضح ومسبق من عموم السوريين، موالاة ومعارضة. ودون الغوص في حجم المسؤولية المباشرة «للدردري»، أقلها بالتضليل الذي مارسه، عما آل إليه الوضع في البلاد، باعتباره عراب السياسة الليبرالية، التي أنتجت ما أنتجت من فقر وبطالة وتهميش، وقوننة الفساد وبالتالي ارتفاع مضطرد في وتيرة النهب، والاحتقان الاجتماعي السياسي، فإن اللافت هو ذلك التوافق بين أصوات من المعارضة والنظام حول هذه الشخصية والدور المنوط بها، الأمر الذي يؤكد حقيقة أساسية طالما تم التأكيد عليها من القوى الوطنية في البلاد وهي أن هناك وحدة حال موضوعية بين قوى الفساد في النظام وأقسام في المعارضة، وهي توافق على توزيع جديد للثروة ليس بين الناهبين والمنهوبين كما هو مفترض وضروري بل بين الناهبين والناهبين أنفسهم أي إعادة تقاسم للحصص..
• نقلاً عن موقع قاسيون