غموض نسبي يلف أوضاع أهالي «عدرا العمالية»
أفادت بعض التسريبات غير المؤكدة الواردة إلى قاسيون أنه جرى مؤخراً نقل من تبقى من سكان ضاحية عدرا العمالية الذين كانوا موجودين على امتداد أيام وليال طويلة إما في مدرسة السواقة أو في معمل الأسمنت بعد خروجهم من الضاحية التي سبق للمسلحين التكفيريين أن سيطروا عليها، إلى أماكن أخرى في غرب العاصمة دمشق
وعلمت قاسيون من مصادر نقابية أنه سيجري تأهيل وتجهيز أماكن إيواء لمن ليس لديه مأوى بديل في كل من منطقة حرجله، والمعهد النقابي المركزي في الديماس.
يشار إلى أن غالبية الناجين من الضاحية العمالية التي اجتاحها المسلحون صبيحة يوم الأربعاء 11/12/2014، قدموا روايات مؤلمة عن معاناتهم المزدوجة سواء مع المسلحين الإرهابيين، والقتل والإجرام والرعب الذي مارسوه، أم مع السلوك غير المفهوم الذي اتبعته معهم الأجهزة المختصة التي استقبلتهم بعد كسرهم لحصار المسلحين، حيث تم حشر أعداد كبيرة من العائلات في مدرسة السواقة ومحيط معمل الأسمنت بالعراء مع خدمات معدومة ومعونات قليلة، واحتجاز هويات الذكور لفترات طويلة لضرورات التحقيق والتدقيق الأمني، مع دخول «الواسطات، والمحسوبيات» على خط إخراج البعض منهم من هذا الوضع المزري.
وذهب البعض من الأهالي إلى حد مطالبة الدولة والحكومة والنقابات بإجراء كل التحقيقات الكفيلة بكشف ملابسات ما جرى في عدرا العمالية عشية وخلال سيطرة المسلحين عليها، وبعد خروج الأهالي منها، مؤكدين عدم استغرابهم للسلوك الإجرامي للتكفيريين بحكم تركيبتهم ولكن الأكثر غرابة هو كيف جرى التعامل معهم بعد خروجهم إلى «حضن الدولة»، حيث تفاوت شكل التعامل معهم بين شخص وآخر أو جهة وأخرى.
كما أشار بعض الأهالي إلى أن نمط التسريبات الإعلامية غير الرسمية واللامسؤولة حول ما كان يجري في الضاحية العمالية، ولاسيما في الأيام الأولى من اجتياجها أسهم في زيادة إجرام المسلحين ومعاناة الأهالي بالنتيجة.