لمصلحة من.. منع دخول «قاسيون» لمشفى السويداء
الحركة في كل شيء حتمية، ولا يمكن الوقوف في وجه الحياة والتغيير، وهذه الحقيقة تستوجب معها مقاومة كل قديم ورفضه لهذا التغيير، ونحن في سورية نواجه تلك العقليات المرتبطة فعلياً بفضاء سياسي قديم يموت تدريجياً، والتي تقاوم واقع تموتها بتصرفات لا عقلانية ومهاجمة كل ما يعبّر عن التغيير الجذري والحقيقي
ما هكذا تورد الأمور!
تلك العقلية ذاتها هي التي واجهت «قاسيون» صباح الثلاثاء 4/2/2014، عندما تعرض أحد أعضاء حزب الإرادة الشعبية لهجوم كلامي من المدير الطبّي ورئيس قسم أمراض الدم في المشفى الوطني بالسويداء الدكتور «مؤنس أبو منصور»، متهماً رفيقنا بالانتماء «لمعارضة لاوطنية»، والصراخ أمام المرضى والممرضين أن صحيفة «قاسيون» غير حاصلة على ترخيص رسمي، وأنه بصفته المدير الفعلي للمشفى يستطيع منع دخول صحيفة «قاسيون» ومنع تداولها في المشفى الوطني بالسويداء، وأكثر من ذلك أنه يستطيع الادعاء على الصحيفة ومحاكمة كاتب المقال المنشور بتاريخ 8/12/2013 تحت عنوان «من معاناة مرضى السرطان في السويداء».
وبعدها أصدر أوامر شفهية لكادر التمريض في قسم أمراض الدم بالامتناع عن قراءة صحيفة «قاسيون» تحت طائلة المسؤولية لمن «يقبض عليه بالجرم المشهود»..!
«قاسيون» منحازة لمصالح الشعب
إن صحيفة «قاسيون» المنحازة لمصالح الشعب الحقيقية من خلال مواجهة الفساد الكبير والكشف عن مواطن العيوب والأخطاء في جهاز الدولة دون مجاملة ولا استجداء للخواطر والمناصب، والعمل لتحقيق التفاعل الجدّي والمسؤول بين جميع الجهات بغية الوصول للحلول العاجلة للمشكلات العالقة، هي جريدة مرخّصة بناءً على قرار المجلس الوطني للإعلام رقم 9/ص/م/خ تاريخ 14/1/2013، وهي لسان حال حزب الإرادة الشعبية المرخص بقرار صادر عن لجنة شؤون الأحزاب تاريخ 4/6/2012، وكانت «قاسيون» قد نشرت رد مدير صحة السويداء كاملاً.
كان أجدر بمدير قسم أمراض الدم إرسال الرد الذي يريده حول المقال المنشور إلى الصحيفة والتعامل بحرفية وأخلاقية بدل الاستعراضات الكلامية والصراخ الذي لا يسمن ولا يغني، وكان أجدر به احترام الصحافة الوطنية وفتح قنوات التعاون معها لتصويب كل خطأ، والالتزام بالقواعد الأخلاقية والمهنية التي تفرضها مهنة الطب الإنسانية.
تعامل غير مسؤول
إننا نستغرب هذا التعامل غير المسؤول الذي لا ينسجم مع أبسط القواعد الإدارية والمهنية التي تمتاز بها مهنة الطب، ونؤكد على ضرورة التعاون والتفاعل بين الصحافة الوطنية وجميع الجهات لمصلحة الوطن والفقراء في ظل الأزمة الوطنية العميقة وتداعياتها الكارثية على البشر والحجر، كما نؤكد على ضرورة الكف عن هذه الممارسات التسلطية التي تنتمي لمنطق تجاوزته الحياة وولى زمانه، والتي تعد أحد الأسباب الرئيسية لإدامة الأزمة الوطنية وعرقلة الحل السياسي خدمة لقوى الفساد والتطرف والإرهاب ومشغيلها في الداخل والخارج، وفي ذلك حفاظ على كرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كل اعتبار.