مدينة جاسم في درعا سقوط «غير مفهوم».. ومعاناة قاسية
مدينة جاسم التابعة لمحافظة درعا، مسقط رأس الشاعر أبي تمام، تحولت من مدينة آمنة يلجأ إليها أهالي المناطق المجاورة كأهالي «نوى» إلى مدينة تغرق في الظلام والجوع والبرد والحصار وويلات المواجهات المسلحة.
فقبل دخول المسلحين إليها قبل شهر تقريباً رفض الأهالي السماح لهم بذلك وقاموا بمحاولة حماية دوائر الدولة من اللصوص بوضع صفائح حديدية على أبوابها ولحامها. لكن ذلك لم يمنع المسلحين من اقتحامها واستخدامها مقرات لهم.
وبقيت فقط المشفى صامدة لمدة أسبوعين لأن عناصر الجيش فيها رفضوا تسليمها وقاتلوا حتى الموت دفاعاً عنها. والشيء اللافت للنظر أن المسلحين لم يتعرضوا لأي محاولة لمنعهم من الدخول إلى المدينة.
وبسبب القصف على المدينة أصبح وضع المواطنين ومن جاءهم مهجراً من «نوى» صعباً فاضطروا للنزوح في ظل العاصفة الثلجية والبرد والجوع. والأشد فقراً منهم فضلوا البقاء ولو الموت تحت أنقاض بيوتهم، مع قلة المواد الغذائية والمحروقات حيث بلغ سعر الليتر الواحد من البنزين 500 ل.س وربطة الخبز وصل إلى 250 ل.س ولا تؤكل، أما المازوت فنادراً ما يوجد.
بالإضافة لانقطاع أغلب متطلبات الحياة الأخرى.. فالكهرباء مقطوعة منذ حوالي شهر وكذلك وسائل الاتصال والمواصلات. وما تزال معاناة الأهالي مستمرة بين سندان المسلحين ومطرقة القصف المستمر.
وإذا كانت مواجهة المسلحين ضرورة فإن الطريقة التي تتم بها غالباً ما يذهب ضحيتها مواطنون وأبرياء، الأمر الذي كان في كل المواقع يعقد الموقف أكثر.