الرفيق جمال الدين عبدو : سورية اليوم تدفع ثمن العقوبات والحصار جوعاً وبرداً وقتلاً وشللاً للأطفال
شارك الرفيق د. جمال الدين عبدو، عضو مجلس الشعب السوري، عن حزب الإرادة الشعبية في ورشة العمل التي خصصت لتناول «التعاون بين مجلس الشعب وصندوق الأمم المتحدة للسكان» بتاريخ 11/11/2013، وفيما يلي نص المداخلة التي ألقاها في ورشة العمل:
الحضور الكريم... حتى لا ندخل في مجال الشكر ورفع الأنخاب وكيل المديح، لأن من واجب الإنسان أن يقف إلى جانب أخيه الإنسان في المحن، فسؤالي للأمم المتحدة: ماذا بشأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على وطننا وشعبنا السوري، هذا الحصار الظالم، فقد سبقتنا الشقيقة العراق ودفعت أرواح مليون مواطن عراقي من أطفال ونساء وشيوخ ثمناً للعقوبات الجائرة؟
أين أنتم من هذا الحصار الظالم؟
سورية اليوم تدفع ثمناً باهظاً لهذه العقوبات والحصار من أرواح شعبنا جوعاً وشللاً للأطفال وموتاً للمرضى المحتاجين للدواء المفقود وبرداً للمحتاجين إلى وقود ودفء بسبب فقدان المازوت والغاز والكهرباء، حتى الأشجار والغابات دفعت ثمناً بيئياً لهذا العدوان الامبريالي الصهيوني.
السادة الحضور... حلب تستغيث وتستنجد وتصرخ من الألم، هل هناك من يتذكر مدينة ذات الملايين الثلاثة اسمها حلب؟
حيث لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء، هذا مثال على إنسانية القوى والدول التي تسعى إلى إنقاذ الحيوانات في البلاد البعيدة وتستهتر بحياة الملايين في البلاد التي تسميها «العالم الثالث» أو «العالم من الدرجة الأدنى» والتي لا يضمن لها ولشعوبها ما يتحقق للحيوانات في بلادهم الرأسمالية.
رغم كل المساحيق.. الرأسمالية شر للإنسانية
كلمة حق: الرأسمالية هي شر للإنسانية جمعاء، رغم كل مساحيق التجميل، وهي في السنوات العشرين الماضية ساهمت في زيادة عدد الفقراء والجائعين والعاطلين عن العمل والمرضى والتخلف والأمية والحروب وتلوث البيئة، أستثني المنظمات والمؤسسات الإنسانية الأهلية من شعوب هذه البلدان وتوقها الإنساني الحقيقي.
إن أي عمل إنساني يتناقض مع سياسات البلدان الرأسمالية التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن جميع المشاكل التي تعاني منها البشرية، لذلك فالمجتمع البشري مدعو للبحث عن نظام إنساني أكثر عدلاً وإنسانية وكل المحاولات الخيرية الأخرى لن تكون أكثر من محاولات ترقيعية بحلول جزئية ومحدودة.
ملياركم الذهبي عبء على الشعوب
هناك في البلدان الإمبريالية الغربية نظرية تسمى بـ«المليار الذهبي» أي المليار من سكان هذه البلدان الذي يحتاج إلى مليارين فقط من سكان باقي العالم لخدمتهم، أي أن عدد سكان العالم يجب أن يكون بحدود 3 ثلاثة مليارات. أما الباقي فزائد عن الحاجة وعبء على الكرة الأرضية المسيطر عليها من هذا «المليار الذهبي» لكي يعيش في بذخ وترف وإسراف استفزازي، ولن يتم الاستمرار لهم بذلك إلا على حساب الطبيعة والبشر. لذلك تراهم يقتلون القتيل ويمشون في جنازته، هذا ملخص حلمهم العنصري الرأسمالي والصهيوني المجرم.
الحضور الكريم... أعتقد جازماً أنه دون التخلص من هيمنة هذه القوى على المؤسسات الدولية من مجلس الأمن والأمم المتحدة، لا تستطيع الشعوب تحقيق طموحها المشروع نحو السلام والعدالة والكرامة الإنسانية.
أنهي مداخلتي ببيت من الشعر يلخص ما قلته:
قتل إمرئ في غابةٍ جريمةٌ لا تغتفر
وقتل شعبٍ آمنٍ مسألة فيها نظر