الجاموس للمفقرين والعواس للمتضخمين
تأكيداً على استمرار حرمان السوريين، وخاصة أصحاب الدخل المحدود وفقراء الحال والمعدمين، من لحم الخروف البلدي (العواس)، بشّرنا عضو جمعية حماية المستهلك بوصول كميات من لحم الجاموس المجمد لطرحها بالأسواق.
فقد صرح محمد بسام درويش عضو جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها، بأنه تم استيراد 1000 طن من لحم الجاموس المجمد من الهند، وقد استلمت السورية للتجارة نسبة 15% من هذه الكمية لتطرحها عبر صالاتها، بينما سيتم طرح باقي الكمية في الأسواق للمستهلكين.
عضو حماية المستهلك قال أيضاً بأن أسعار اللحوم الحمراء (الخروف) ستشهد انخفاضاً خلال الأيام القادمة، مُعزياً سبب ذلك إلى انسداد شريان التهريب إلى العراق!
عضو الجمعية نفسه، وفي مطلع الشهر الحالي قال: أن الطلب على اللحوم الحمراء انخفض بنسبة 70% في أسواق دمشق، وبأن السبب بذلك هو حالة الاشباع التي وصلت إليها السوق من اللحوم الحمراء أثناء فترة عيد الأضحى، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الفروج ومشتقاته، منوهاً إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلك التي تلعب دوراً في خفض الطلب على المواد الغذائية مرتفعة السعر.
مما لا شك فيه أنه لا حالة إشباع من اللحوم الحمراء قد تم الوصول إليها، لا سوقاً ولا استهلاكاً، ولا قبل عيد الضحى ولا بعده، بدليل استيراد الكمية الكبيرة أعلاه من قبل تجار القطاع الخاص لطرحها في الأسواق.
كما أن التهريب لم يتوقف، ولعلعه تراجع قليلاً هذه الفترة من السنة كما كل عام بنفس الفترة، بمقابل استمرار وجود أنواع من اللحوم المجمدة المهربة في السوق بعيداً عن أعين الرقابة، بالإضافة للاستمرار بذبح إناث العواس وطرحها للبيع في الأسواق وفي المطاعم على أنها ذكور.
لكن الكلام الأكثر دقة وصحة هو ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلكين من عموم المواطنين المفقرين، والذين على ما يبدو سيستمر حرمانهم من عواسهم البلدي وطرح البدائل المتمثلة بلحوم الجاموس المجمد، المستورد أو المهرب، على موائدهم المستنزفة كما معيشتهم وحياتهم، بمقابل استمرار كروش المترفين (كبار تجار ومهربين ومستوردين ومصدرين وفاسدين) بالتضخم كما هي حال جيوبهم التي لا تشبع.