توزيع المازوت في قدسيا: التعب على خمس دفعات..!
في بلدة قدسيا القريبة من دمشق، تُستكمل عمليات التسجيل على مادة المازوت المنزلي، والتي أُعلن بأنها ستنتهي نهاية الأسبوع القادم، أما عن الأوراق المطلوبة للتسجيل فهي عبارة عن دفتر العائلة مع سند إقامة.
التوزيع يتم في الخزان التابع لمجلس المدينة بالقرب من المخفر، وبواقع 40 ليتر لكل قسيمة، مع التنويه بأن التوزيع سيكون لمن لم يستفد من التعبئة مسبقاً لهذا العام عبر قسيمته، وعند اكتمال التعبئة لهؤلاء، تُستأنف التعبئة للمرة التالية من حاملي القسائم لحين استكمال الكمية المخصصة لكل منهم، والبالغة 200 ليتر، وذلك حسب ما تم الاعلان عنه رسمياً.
السعر النظامي لليتر هو 185 ليرة، أي 7400 ليرة للكمية الموزعة بواقع 40 ليتر لكل مستفيد.
قد تكون آلية تجزئة التسليم للمخصصات المنزلية بواقع 40 ليتر كل مرة للمستفيد، من أصل 200 ليتر معلن عنها كمخصصات للدفعة الأولى، لها مبرراتها، من حيث الكميات المستلمة من قبل مركز التوزيع، والسعي لعدالة التوزيع بشكل يستفيد من التسليم أكبر عدد ممكن من المواطنين، بالإضافة لأن واقع القيمة الكبيرة المطلوب تسديدها بحال تم تسليم الدفعة المخصصة كاملة (200 ليتر) قد يكون عبئاً على المستفيدين، حيث تبلغ هذه القيمة مبلغ 37000 ليرة بالسعر النظامي، وعلى الأغلب لن تكون متوفرة كدفعة واحدة بظل واقع الدخول المتدنية، والوضع المعيشي المتردي، وهو ما سبق وأن عانى منه المواطنين، ما اضطر الكثير منهم للاستغناء عن هذه المخصصات، ولم يستلموها.
إلا أن هذه الآلية لها أيضاً تداعياتها السلبية على المواطنين بالواقع العملي، حيث يضطر هؤلاء لحمل «بيدوانهم» إلى المركز المخصص للتسليم، كما يضطرون للاستعانة بسيارات الأجرة من أجل العودة لمنازلهم بهذه «البيدونات»، باعتبار أن حمل هذه الكمية غير ممكنة وخاصة للمسافات المتوسطة والبعيدة، ما يعني تكبدهم قيمة بدلات إيجار هذه السيارات، والتي تصل أحياناً لمبلغ 1000 ليرة، حسب المسافة، أي بواقع 5000 ليرة بحال تم التوزيع لكامل الكمية بواقع 40 ليتر لكل مرة، أي 5 مرات تعبئة، ناهيك عن الجهد والتعب.
بالطبع، ليس لدى المواطنين مطلب أن يكون بقرب كل منزل كازية تخفيفاً لأعبائه ونفقاته، ولا أن يتم تشويه مبدأ العدالة بالتوزيع، بحيث يستفيد من التوزيع أكبر عدد ممكن منهم من الكميات المسلمة كمخصصات منزلية في كل مرة، ولعل ما يطلبونه يمكن تلخيصه بالتالي:
- زيادة كمية المخصصات المسلمة لمركز التوزيع، بحيث يمكن أن يتم تسليم كمية أكبر من 40 ليتر في كل مرة، وبما يقلص عدد مرات التسليم، لمرتين أو ثلاثة على أكبر تقدير، بما يتوافق مع الإمكانات المادية المحدودة لهؤلاء.
- الاستعانة بشبكات التوزيع عبر الصهاريج الصغيرة، لتوزيع هذه الكميات على الأحياء الكثيرة في البلدة، وطبعاً بموجب القسائم، وحسب الكمية المخصصة للتسليم في كل مرة.
مع ما تعنيه هذه وتلك من تخفيف بعض الأعباء المادية عليهم، بالإضافة للتخفيف من الجهد والتعب، ناهيك عن حل مشكلة الازدحام أمام مركز التوزيع المعتمد، مع «البيدونات» الكثيرة، والعبء الذي سيتحمله القائمين على عملية التوزيع والتسليم، وما قد ينجم عنها من سلبيات إضافية، التي قد تبدأ بالتدافع، ولا أحد يعلم ما قد تنتهي عليه، مع عدم إغفال الوساطات والمحسوبيات، بتجاوز الأدوار، أو غيرها.