«يا ريت الحكي ببلاش»!
بات المواطن السوري، ونتيجة خبرته مع الحكومات المتعاقبة التي تنتهج في الجوهر سياسة واحدة معاكسة لمصالحه، بات يتمنى أن يكون كلام الحكومة «ببلاش»، أي أنّ أعظم أمنياته هو ألا تفعل الحكومة الجديدة شيئاً ريثما تنجلي غيمة الأزمة! لأنّ كل شيء تم فعله سابقاً لم يكن «ببلاش» أبداً.. بل كان ثمنه غالياً ومسحوباً من جيوب الفقراء..!
طرحت على جدول أعمال مجلس الوزراء في جلسته الأولى المنعقدة بتاريخ 12/7/2016، عناوين ملفات جديدة-قديمة، ومن جملة هذه العناوين كان تطوير آلية عمل مؤسسة مجلس الوزراء لتعزيز ثقة الوزارات بعمله، والزراعة المنزلية ومشاريع الريف الفقير، وغيرها من العناوين الأخرى.
وقد أقر المجلس تشكيل مجموعات عمل متخصصة لتنفيذ الملفات والعناوين المطروحة بالتعاون مع الوزارات المعنية، وأولها كان مجموعة عمل دائمة لإعداد آلية لدراسة وتحليل اقتراحات تنفيذية للعوامل التي تؤثر فعلياً في تقلبات سعر الصرف والبدء بتنفيذ هذه المقترحات، ومجموعة أخرى لدعم الزراعة المحلية خاصة ضمن الأراضي محدودة المساحة والقريبة من المنازل لتأمين الاكتفاء الذاتي والاستثمار الأمثل لكافة المناطق، وغيرها من مجموعات العمل.
كما عرضت في الجلسة الأولى عدة مذكرات مقدمة من قبل بعض الوزارات كان منها مذكرة وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بأنه تم تشكيل فريق عمل من الوزارة والإدارة المركزية لهيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وفروعها في محافظتي دمشق وريفها وفي محافظتي اللاذقية وطرطوس لإجراء تقيمين، الأول لقطاع الإنتاج الزراعي والحيواني في المنطقة الساحلية، والثاني لقطاع المفروشات في محافظة ريف دمشق، كمشروعين رائدين على مستوى المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي كانت حاضرة على طاولة المجلس.
كما استعرض مجلس الوزراء أيضاً مذكرة وزارة الكهرباء حول إمكانية إعادة تغذية المشاريع الزراعية والآبار المتوقفة عن العمل بالطاقة الكهربائية، واستئناف تلبية طلبات التغذية الكهربائية "أحادي، ثلاثي، مراكز تحويل" للآبار الزراعية المرخصة، وتقديم التسهيلات للمزارعين لاستخدام الطاقة البديلة، تحت عنوان دعم العملية الإنتاجية وخاصة الزراعية.
بالمجمل، فإنّ طريقة طرح المسائل لا تزال تستند إلى البحث عن حلول تقنية وجزئية لمشكلات كبرى اقتصادية- اجتماعية وسياسية، وهو ما سبب وسيسبب تفاقم المشكلات غير المحلولة في ظل غياب برنامج حقيقي لحلها..