عيد رغيف الخبز..!
لن يمر هذا العيد على أطفال المناطق المحاصرة كما غيره من الأعياد التي مضت ومرت كعمرهم المهدور. لم تمر على هؤلاء الأعياد السابقة ولو مرور الكرام، على الرغم من أن العيد بالنسبة لهم يمكن أن يتمثل برغيف خبز أو بحبة دواء أو ببعض دفء لا غير، فجلّهم لم يعرف الطعم الحقيقي للعيد كما يجب أن يكون بالنسبة للأطفال، والمتمثل بالثياب الجديدة والحلويات والألعاب والمراجيح، وغيرها من مصادر البهجة..
حسب بيانات الأمم المتحدة، هناك ما يقارب 600 ألف سوري يعيشون ظروف الحصار القاسي المفروض عليهم من قبل مختلف القوى المتصارعة على الجغرافية السورية، ربما نسي هؤلاء أن هناك أعياداً وأفراحاً، حيث يغلب على حياتهم اليومية تقاسم المآسي وويلات الجوع بنتيجة الحصار، بالإضافة إلى الترويع المستمر بالمعارك الجارية والقذائف المنهالة عليهم بنتيجتها.
ولعل العيد الوحيد الذي مر على هؤلاء كان عندما تم الإعلان عن وقف الأعمال القتالية في شهر شباط المنصرم، وما أسفر عنه من دخول العديد من المناطق ضمن حيز تنفيذ هذا الاتفاق، حيث توقعوا أن يعيشوا أجواء بهجة عيد الفطر الحالي باعتباره أول مناسبة بعد الاعلان المذكور، إلا أن مساعي التفشيل الدائمة والخروقات المستمرة لم تفسح المجال أمام هؤلاء لاستكمال فرحتهم بهذا العيد، وسيمضي عليهم وعلى أطفالهم كغيره من أعياد السنوات الماضية، جافاً وقاحلاً ومن دون حياة، بسبب تعنت وتقاطع مصالح كل معيقي الحل السياسي محلياً وإقليمياً ودولياً.