أهالي التل خروج ممنوع.. وعودة غير مضمونة
يذهلك المنظر عند دخولك إلى مدينة التل المحاصرة, طوابير من البشر رجال ونساء ومسنين يحملون معهم حاجيات، تكفيهم ليوم واحد فقط، يسيرون على أقدامهم مسافة 5 كم تحت الشمس، للوصول إلى قلب المدينة، لأن المواصلات ممنوعة من دخول المدينة, والسوق الوحيد المتاح أمامهم يقع خارج المدينة، فهم يضطرون كل يوم لهذا العذاب, عدا عن شراء اسطوانات الغاز وحملها إلى داخل المدينة أيضا سيراً على الأقدام هذه المسافة كلها.
المدينة خالية تماماً من المواد الغذائية، ولا يوجد فيها أي شيء, فالمحلات جميعها أغلقت لعدم توفر البضائع، وهذا ما زاد من البطالة داخل المدينة أيضاً، ورغم وجود ما يزيد عن مليون نسمة داخلها، حسب تقديرات محلية، مع ذلك تجد بأن شوارع المدينة قد خلت من المارة ومن الازدحام.
طلاب الجامعات لهم باص مخصص لهم يوصلهم إلى كلياتهم ويعيدهم خلال أوقات محددة، ومن يتأخر لا يستطيع العودة إلى المدينة إلا في صباح اليوم التالي.
حالة الحصار والتجويع والبطالة التي يتعرض لها السكان تفيد التنظيمات الإرهابية، مثل داعش والنصرة، حيث تقوم هذه التنظيمات بتجنيد الشباب عبر إغرائهم بمبالغ مالية كبيرة للانضمام إليها.
الخروج من المدينة ممنوع، ومن يخرج قد لا يسمح له بالعودة!. بعض العائلات فضلت الخروج من المدينة منذ بداية الحصار، ولكن الحواجز الرسمية غالباً تمنعهم من إخراج أية قطعة من أثاثهم المنزلي.
داخل المدينة لا وجود لأية مظاهر مسلحة، ولا يوجد حواجز للمسلحين، بل هناك بعض النقاط القليلة نسبياً للجنة المصالحة لحماية مداخل الحارات من السيارات المفخخة، وهم غير مسلحين.
حواجز الجيش تعاملها جيد نوعاً ما مع الأهالي، ماعدا بعض عناصر حواجز الأمن والدفاع الوطني، التي تمارس التشبيح على الأهالي، فقد يتعرض للضرب من يحمل أكثر من حاجيات تكفيه ليوم واحد، عدا عن التفتيش الشخصي المزاجي السيء الذي يتعرض له الأهالي، وخصوصاً النساء بحجة منع تهريب الدولار!! وعدا عن حالات شتم الأهالي ووصفهم بالإرهاب.
الأهالي داخل المدينة ضاقوا ذرعاً من الحصار ومن المسلحين، وباتوا كغيرهم من السوريين ينتظرون حلاً يعيدهم إلى حياتهم الطبيعية, وهم ملتفون حول لجنة المصالحة ويدعمونها، وقد خرجوا بعدة مظاهرات تندد بوجود المسلحين وتطالبهم بالخروج من المدينة, فهم واقعون بين مطرقة المسلحين وسندان الحصار، الذي لا يضر أحداً غيرهم ...