أهالي الوعر الحمصي بين فكي كماشة

أهالي الوعر الحمصي بين فكي كماشة

للشهر الثالث على التوالي يمنع دخول المواد الغذائية والأساسية والأدوية إلى الحي المنكوب. أكثر من مئة ألف مواطن هو تعداد المحاصرين في هذا الحي، وحتى عندما يفسح المجال لادخال كميات قليلة من بعض المواد، فهي تقع مباشرة تحت أيدي القلة، من حملة السلاح وقادتهم وأمرائهم، للتصرف بها على هواهم ولمصلحتهم، بعيداً عن مصلحة وضرورات الأهالي وحياتهم.

استبشر الأهالي خيراً بالوعود التي سمعوها عن قافلة مساعدات إنسانية بتاريخ 5/5/2016 عن طريق الأمم المتحدة ومنظماتها، على أثر موافقة وترتيبات مع الجهات الرسمية، ولكن تم تأجيل دخولها حتى اشعار آخر من قبل السلطات الرسمية، ولأسباب ومبررات مجهولة، مما أعاد إلى الأهالي الاحساس بالعجز وباليتم، بالاضافة إلى واقع الحاجة والجوع.

يشار إلى أن حي الوعر من الأحياء الداخلة بحيز مناطق الهدنة وترتيباتها، كما أنه سبق أن تم الاتفاق على بعض هذه الترتيبات في نهاية عام 2015 ، ومنها فك الحصار وإدخال المساعدات الغذائية وغيرها، ولكن على ما يبدو أن البعض من المستفيدين من الحصار وتداعياته، من كل الأطراف، لم يرق لهم تنفيذ الترتيبات المتفق عليها، فعملوا على عرقلة تنفيذها، مما تسبب بالمزيد من الصعوبات والآلام التي يتعرض لها الأهالي داخل الحي، ناهيك عن مساعي تسعير الأعمال القتالية، حيث تتعرض أطراف الحي لبعض القذائف بين الفترة والأخرى، وما تعنيه من تداعيات على سلامة وأمن الأهالي.

سكان الحي باتوا يعانون من الأمراض، وخاصة سوء التغذية التي غالباً ما تظهر عند الأطفال، وذلك بسبب عدم توفر الحليب أو مكملات التغذية المناسبة لهم، خاصة وأن بعض الأمهات بتن عاجزات عن الارضاع الطبيعي بسبب سوء وضعهن الصحي، ومعاناتهن من سوء التغذية أيضاً، كما هو حال جميع الأهالي.

أغلب المحال التجارية في الحي مغلقة منذ زمن بعيد بسبب عدم توافر المواد ومنع دخولها منذ مدة طويلة، ويقول الأهالي أن أمراء الحرب داخل الحي يحتكرون بعض المواد متحكمين بها لتوزيعها وبيعها، مستغلين حاجة الناس وبأسعار مرتفعة جداً.

والحال كذلك فإن الأهالي مستمرين بعجزهم عن استعادة حياتهم، بسبب الحصار المزدوج المفروض عليهم من قبل القوات النظامية، ومن قبل حملة السلاح الموجودين بداخله، على الرغم من قلة عددهم، حسب ما يقوله الأهالي أنفسهم، وقد بدأت ملامح الكارثة الإنسانية تدق عليهم أبوابهم.

 

آخر تعديل على الإثنين, 16 أيار 2016 14:51