علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
على الرغم من الهدوء الذي ساد سماء فلسطين بعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 23 أيار، إلا أنّ النفوس لم تهدأ بعد، ولن تهدأ حتى يرى الفلسطينيون مسنَّنات التوحيد والتغيير والتحرير قد بدأت تعمل فعلاً. هذه حقيقة لا بدّ أن تبقى راسخة بأذهان الجميع، فالمعركة الأخيرة التي حُسمت لمصلحة الشعب والمقاومة الفلسطينية المسلحة تنتظر ثمارها السياسية.
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مشروع الميزانية الأمريكية الجديدة، وعلى الرغم من أن إقرار هذه الميزانية لم يحدث بعد، إلّا أن نقاشاً حاداً حولها انطلق بمجرد الإعلان عنها، فالميزانية التي تقترح إنفاق 6 تريليونات دولار في العام 2022 تحمل في تفاصيلها مؤشرات حول نوايا واشنطن على الساحة الداخلية والعالمية.
على الرغم من الإعلان عن وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والاحتلال الإسرائيلي، لم تتوقف الحركة الشعبية التي شملت كامل الأراضي المحتلة، والتي جاءت تعبيراً صادقاً عن رفض الفلسطينيين للاحتلال، ورفضهم لكل من ساوم على القضية باسمهم، وإن كنا لا نزال في بداية مرحلة جديدة، فإنه لزامٌ علينا محاولة قراءة مقدماتها وملامحها، ووضع التصورات الأولية لما ستحمله فصول الصراع القادمة.
الشارع الفلسطيني كان دائماً عابراً للانقسامات السياسية، وعلى الرغم من أنه لا مجال لإنكار الآثار الكارثية لهذا الانقسام على القضية الفلسطينية، إلّا أن الأحداث الجارية في كامل الأراضي المحتلة، والحالة الشعبية المرافقة لها في دول الطوق وكل المنطقة العربية والعالم تثبت أن الشارع قادر على فرض معادلة مختلفة على كل من أخّر الاستحقاق الشعبي.
اختُتِمَ اللقاءُ التركي-السعودي الأول بعد قطيعةٍ استمرّت سنوات، وعلى الرغم من أنّ بوادرَ حلحلة الملفات العالقة لَم تتّضح بعد، إذْ إنّ وَضع العلاقات بين تركيا والمملكة السعودية على سكّة المفاوضات أخيراً قد يحمل تغييرات كبرى إلى المنطقة، وفي ملفاتها الكبيرة العالقة.
يقدم العالم المليء بـ «المفاجآت» مادة دسمة جديدة، فبعد أن كانت وسائل الإعلام والمحللون السياسيون قد تأقلموا مع الخطاب العدائي بين السعودية وإيران، يطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قنبلة من العيار الثقيل، ويتمنى علاقاتٍ طيبة مع «الجارة إيران» التي ردت خارجيتها بتصريحات مشابهة اتجاه الرياض.
مع اختتام الاجتماع الوزاري لمجموعة دول السبع، وهو الاجتماع الحضوري الأول منذ عامين بسبب انتشار فيروس كورونا، عادت الأمور إلى شكلها الطبيعي، فلم يخرج البيان الختامي أو التصريحات التي رافقته عن ما هو متوقع من هذه المجموعة، بل بات من الواضح انخفاض لياقة المجموعة في التعامل مع الملفات الحساسة الموضوعة على الطاولة وهو الاتجاه الذي شهدناه بشكل متسارع منذ زمن.
تشهد الساحة الفلسطينية هزّات تحذيرية تُنبئ بزلزالٍ قادم، وفي الواقع لم يعد الحديث عن هذا الزلزال مجرد نبوءة، فعناصره باتت واضحة وتنضج بشكلٍ متسارع كلّ يوم. ربما يكون مرسوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والذي صدر يوم الجمعة في 30 نيسان، والذي أجلّ بموجبه الانتخابات التي كان من المفترض أن تجري في شهر أيار الجاري تلك (الشعرة التي ستقصم ظهر البعير).
شكّلت تصريحات وزير الخارجية الصيني وانغ يي- التي قالها في مؤتمر بالفيديو مع ممثلي مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي- مادة دسمة لوسائل الإعلام، فالوزير الصيني الذي نبّه الولايات المتحدة إلى أن الديمقراطية ليست وصفة أمريكية واحدة تصلح للجميع، كما حدث مع الكوكاكولا، كان يحاول في مداخلته تثبيت القواعد الجديدة للعبة. تلك التي تحاول الولايات المتحدة تجاهلها.
تتسارع الأحداث المرتبطة بملف «الصحراء الغربية»، فبعد إعلان الولايات المتحدة– وخلافاً لقرارات مجلس الأمن– الاعتراف بمغربية الصحراء، عاد الملف العالق منذ عقود ليشهد نشاطاً مرتفعاً، وليتحول الملف الخامد إلى خزان بارود يمكن أن يشعل المغرب العربي بحرب جديدة ستكون آثارها أشد كارثية من حربٍ سبقتها امتدت لأكثر من 15 عاماً.