«اسرائيل»: لسنا ضمن أهداف «داعش»
أكد ضابط رفيع المستوى في الاستخبارات الإسرائيلية، لعدد من المراسلين العسكريين، أمس، أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش»، والذي يراكم قدرات عسكرية واقتصادية كبيرة، لا يضع إسرائيل ضمن أهدافه ولا يهتمّ بها. وقال إن «داعش» ينال يومياً من بيع النفط حوالي 6 ملايين دولار، فضلاً عن سيطرته على حوالي نصف مخزون سورية من الغاز الطبيعي، مشيراً إلى أن إسرائيل تقدم معلومات استخبارية للتحالف الدولي الذي أنشأته أميركا لمحاربة «الدولة الإسلامية».
وأشار الضابط الإسرائيلي إلى أن «داعش» يراكم قوة اقتصادية تسمح له بترسيخ سيطرته على مناطق واسعة من سورية والعراق، وتتيح له إنشاء تحالفات مع عشائر وتنظيمات في هذه المناطق. وحسب كلامه فإن في المنطقة التي يسيطر عليها حوالي 60 حقل نفط فاعلاً.
ومن المعروف أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كان قد عقد الأسبوع الماضي اجتماعاً طارئاً للحكومة لمناقشة خطر «داعش»، وكيفية التعامل مستقبلاً مع تمدد هذا التنظيم في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد تناول الاجتماع بشكل أساسي الترتيبات القانونية الواجب اتخاذها ضد أنصار «الدولة الإسلامية» في صفوف فلسطينيي الـ 48 والضفة الغربية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون أعلن، قبل حوالي أسبوعين، عن أن «الدولة الإسلامية» غير مسموح به في مناطق السيطرة الإسرائيلية، إثر توصية قدمت له من جانب جهاز «الشاباك». كما أن «داعش» ومنظمات، مثل «حماس» و«حزب الله» و«القاعدة»، كانت بين التبريرات التي طرحها نتنياهو أثناء عرضه حاجة إسرائيل لزيادة ميزانيتها الدفاعية. وأبدى نتنياهو، في خطاب أمام مؤتمر هرتسيليا لمحاربة الإرهاب، تأييده للتحالف الذي تشكله أميركا لمحاربة «داعش»، لكنه طالب بأن يعمل هذا التحالف ضد ما اعتبرها تنظيمات إرهابية مشابهة.
وأشار الضابط الإسرائيلي إلى احتمال أن يتمدّد «داعش» أيضاً في آسيا، معتبراً ذلك بين التغييرات الكبرى التي تحدث في الشرق الأوسط. وحسب كلامه فإن «الدولة الإسلامية» يملك اليوم في العراق وسورية ما لا يقل عن 30 ألف مقاتل، فضلاً عن «خلايا نائمة» في لبنان. وقال إنه رغم أن «داعش» ليس قريباً حتى الآن من حدود الجولان السوري المحتل، إلا أن الجيش الإسرائيلي يستعدّ لذلك على مستويات عدة.
وعن تسليم إسرائيل معلومات للتحالف، قال الضابط إن «تسليم المعلومات هو بالمستوى الاستراتيجي العملياتي، ولا يتعلق بمعلومات استخبارية حول أهداف». وأضاف «إذا كانت هناك نية للهجوم في سورية، فإن إسرائيل ستنقل للتحالف معلومات استخبارية».
وأشار إلى أن «داعش» أفلح في ترسيخ نفسه ميدانياً، وأنه يجمع أموالاً كثيرة، بعضها تمّ عبر أعمال سطو فضلاً عن الفدية والاختطاف واستغلال الموارد الطبيعية، خصوصاً حقول النفط. وأشار إلى أن التنظيم يحظى بدعم مالي من بعض الشيوخ السعوديين والكويتيين. وقال إنه فضلاً عن سيطرتهم على حقول النفط، فإنهم يسيطرون أيضاً على أربع محطات طاقة كبرى في سورية، وهذه السيطرة على بنى تحتية وموارد تمنحهم استقراراً واستقلالية. وأوضح الضابط أن معلومات إسرائيل تفيد بأن «داعش» أنشأ لنفسه وزارة داخلية وشرطة ووزارة مالية ووزارة شؤون اجتماعية. كما سيطر على مطار الطبقة في سورية وشرع بإصدار جوازات سفر تحمل شعار «الدولة الإسلامية».
وأضاف الضابط، في ما يتعلق بسورية، أن «هناك أصواتاً في إيران تدعو لوقف دعم الرئيس السوري (بشار الأسد)، لكن قائد فيلق القدس (قاسم) سليماني لا يزال ينجح في قيادة خط دعم النظام السوري». وأبدى الضابط تقديره بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسخ مكانته في تركيا، وسيشرع في «تسخين» الحدود التركية - السورية، كما فعل عندما كان رئيساً للحكومة.
من جهة أخرى، تطرق الضابط للجدال حول إخفاقات الاستخبارات في الحرب على غزة، فأكد أن الاستخبارات قدمت معلومات حول نية «حماس» مواصلة إطلاق الصواريخ. واعترف بأنه لم تكن لدى الاستخبارات معلومات كاملة عن مسار الأنفاق، «لكن بالتأكيد كانت هناك معلومات استخبارية كافية في كل المستويات». واعتبر الاتهامات للاستخبارات بأنها تجاهلت الإشارات بشأن مواجهة محتملة «كلاماً فارغاً»، مؤكداً أن الاستخبارات قدمت إنذاراً نهاية تموز الماضي باحتمال مبادرة «حماس» لشن الحرب.
وتحدث عن المستقبل في غزة، فقال إن «حماس» معنية حالياً بالحفاظ على التهدئة، لكن الإحباط متزايد في القطاع، فالسلطة الفلسطينية تتلكأ في إنشاء آلية لإعادة إعمار غزة، وهي تستغلّ ضعف «حماس» لزيادة هيمنتها على الشارع الفلسطيني.
المصدر: السفير