لمصلحة من يعمل محررو أخبار سورية في «روسيا اليوم»؟

وبدأ الخبر بالجملة التالية: «قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة تتواصل مع الإدارة السورية الجديدة لتحديد أسماء الأشخاص الذين سيديرون البلاد خلال الفترة المقبلة»، ثم انتقل لعرض تصريحات إضافية منسوبة للرئيس التركي.

بالعودة إلى الأصل التركي للتصريحات، وجدت قاسيون أن الصحافة التركية بأسرها تنشر النص التالي:

«Bizim tecrübelerimiz oraya nasıl aktarılabilir, yeni bir toplumsal sözleşme çerçevesinde bir devlet nasıl ayağa kaldırılabilir, bu konularda Suriye yönetimine yardım edeceğiz. Bir devleti ayağa kaldırırken en önemli adımlardan bir tanesi anayasanın inşasıdır. Bu konuda biz, başta Sayın Colani olmak üzere yeni Suriye yönetiminde yer alan isimlerle iletişimi başlatmış durumdayız».

وترجمته للعربية كما يلي: «سنقدم المساعدة للإدارة السورية في قضايا مثل كيفية نقل خبراتنا إلى هناك، وكيف يمكن إعادة بناء دولة جديدة ضمن إطار عقد اجتماعي جديد. يُعد بناء الدستور أحد أهم الخطوات في إعادة بناء الدولة. وفي هذا الصدد، بدأنا بالفعل التواصل مع شخصيات/أسماء في الإدارة السورية الجديدة، وعلى رأسهم السيد الجولاني».

بعد عرض الترجمة الحقيقية، فلنعد النظر مرة أخرى بما نشره موقع روسيا اليوم: «قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة تتواصل مع الإدارة السورية الجديدة لتحديد أسماء الأشخاص الذين سيديرون البلاد خلال الفترة المقبلة».

كتابة الخبر بالشكل السابق لا يمكن تبريرها بأنها جهل أدى إلى خطأ فظيع بالترجمة، لأن من كتب الخبر بهذه الطريقة، يقصد أن يقول إن أردوغان يقدم نفسه مندوباً سامياً في سورية محتلة، ويقصد من وراء ذلك أن يشعل فتنة داخل سورية، وفتنة في العلاقات الروسية التركية التي وصلت إلى درجة من التفاهم لم تصل إليها في أي وقت مضى... وهذا النوع من التزوير والتزييف الفاضح والوقح، يخدم مصلحة أطرافٍ ثلاثة في آن معاً: «فلول النظام»، «إسرائيل»، والولايات المتحدة... فأيٌ منها يخدم من صاغ هذا الخبر الملفق؟

[لقطة شاشة من موقع "روسيا اليوم" بالعربي - الساعة 10:25 م بتوقيت دمشق]

تنويه وتحديث:

بعد نشر قاسيون لهذه المادّة، قام محرّرو موقع روسيا اليوم بالعربية بتعديل الخبر في الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الثلاثاء 20/12/2024 بتوقيت دمشق (21:00 بتوقيت غرينتش)، فأصبح عنوانه: "أردوغان: نتواصل مع مسؤولي الإدارة الجديدة بدمشق والسوريون سيتخذون بأنفسهم القرارات بشأن مستقبلهم". وتابع الخبر المُعدَّل: "قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تدعم الشعب السوري في إدارته للمرحلة الانتقالية بسهولة وتجنيبه أي حوادث في هذا المسار".

[لقطة شاشة للخبر المعدّل من موقع "روسيا اليوم" بالعربي - التقطت الساعة 01:41 فجر الأربعاء 21/12/2024 بتوقيت دمشق]