الافتتاح المدرسي وضغوط تحدياته وتكاليفه!
يواجه الأهالي مع اقتراب موعد الافتتاح المدرسي الكثير من التحديات المفروضة عليهم، وخاصة المالية بسبب صعوبات الأوضاع الاقتصادية بانعكاساتها السلبية على معاشهم وخدماتهم!
فتأمين المستلزمات المدرسية بات أمراً مرهقاً على ذوي الطلاب والتلاميذ بسبب تكاليفها المرتفعة، وبظل الفقر المعمم الذي تعاني منه الغالبية المفقرة في البلاد، فالعجز المالي سيد الموقف بالنسبة للغالبية!
مع اقتراب موعد الافتتاح المدرسي، المحدد بتاريخ 8/9/2024، استعاد سوق المستلزمات المدرسية زخمه ونشاطه، فبدأت المحال بعروضها وتشكيلة معروضاتها لاستقطاب المشترين!
الكلفة الأكبر بالنسبة لذوي الطلاب هي بأسعار الألبسة المدرسية، مع التفاوت السعري النسبي لها بحسب الجودة والمواصفة.
فقد سجل الجاكيت المدرسي، المخصص للحلقة الثانية من التعليم الأساسي وللتعليم الثانوي، سعراً وسطيّاً بمبلغ 240 ألف ليرة، أما البنطال فسجل كسعر وسطي مبلغ 200 ألف ليرة، وتراوح سعر القميص بين 100-125 ألف ليرة، بينما كان سعر المريول المدرسي المخصص للحلقة الأولى من التعليم الأساسي مبلغ 75-85 ألف ليرة.
التفاوت بأسعار الأحذية في الأسواق كان واضحاً، حيث تبدأ بعض النوعيات الشعبية بسعر 150 ألف ليرة، لتتجاوز أسعار بعضها 350 ألف ليرة!
وكذلك كان الحال مع الحقائب المدرسية التي تفاوتت أسعارها بحسب مواصفتها وجودتها، فأرخص حقيبة بمواصفات متدنية بسعر 150 ألف ليرة، وبعضها بجودة ومواصفة جيدة يتجاوز سعرها 300 ألف ليرة!
تشكيلة القرطاسية متنوعة جداً، وسنكتفي بعرض أسعار بعضها الأساسي فقط، حيث سجلت المقلمة ذات النوعية المتوسطة سعر 25 ألف ليرة، ودفتر السلك 100 طبق بسعر 20 ألف ليرة، والعادي بسعر 15 ألف ليرة، أما القلم الناشف العادي فسجل سعر 3 آلاف ليرة.
وبمقارنة أسعار العام الحالي مع العام الماضي يتبين أن نسبة الزيادة السعرية على الكثير من المستلزمات المدرسية تجاوزت 150%، وتجدر الإشارة إلى أن العروض المعلن عنها في الأسواق بغالبيتها خلبية، والمعروض من التشكيلة بغالبيته من مدوَّرات المواسم السابقة!
الأسعار أعلاه تعني أن التكلفة التقديرية بحدودها الدنيا لتأمين المستلزمات المدرسية الضرورية لطالب واحد مع بدء العام الدراسي لن تقل عن مليون ليرة، وبحال كان هناك طالبان في الأسرة فقط فالحديث يصبح عن مبلغ 2 مليون ليرة كتكلفة أولية بحدودها الدنيا!
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المعيشية الضاغطة تشتد معاناة ذوي الطلاب لتأمين المتطلبات والاحتياجات المدرسية لأبنائهم بالتكاليف المرتفعة أعلاه!
فبسبب تكريس اللجوء إلى الألبسة والمستلزمات ذات المواصفة المتدنية والسعر الأقل خلال السنوات الماضية غابت إمكانية تدويرها من عام لآخر، أو بين الأخوة!
أما التحدي الأكبر بالنسبة لذوي الطلاب مع بدء العام الدراسي فهو بالتكاليف الإضافية خلاله، وأهمها تحدي تكاليف الدروس الخصوصية التي أصبحت ضرورة لا بد منها للكثير من المواد، وخاصة لطلاب الشهادات، بل وحتى لتلاميذ الحلقة الأولى من التعليم الأساسي!
ولا تغيب عن الذهن التحديات الأخرى التي لا تقل بضغوطها عما سبق أعلاه، اعتباراً من تحدي تكلفة المواصلات طيلة الموسم المدرسي، وصولاً إلى تحدي "الخرجية" اليومية التي يجب أن تتوافق مع متغيرات ارتفاعات الأسعار، فأرخص "بسكوتة" سعرها 2000 ليرة!
والنتيجة المفروغ منها بعد كل ما سبق أن الغالبية المفقرة ستسجل مجدداً هزيمة مالية ساحقة أمام تحديات متطلبات واحتياجات الافتتاح المدرسي هذا العام، لتتكثف معها الكوميديا السوداء بتكرار الحديث الرسمي