كارثة المجاعة قادمة فهل نبقى ساكنين؟
حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أننا نتجه نحو مجاعة عالمية كارثيّة قد تضرب811 مليون حول العالم، وكان التحذير بشكل خاص في أماكن مثل سورية، واليمن، والقرن الإفريقي، وأفغانستان، ضمن ما سمته «حلقة النار»، حيث سيفقد الناس حياتهم ما لم يتمّ اتخاذ إجراءات جذريّة.
يمضي اليوم 811 مليون إنسان حول العالم إلى النوم وهم جائعون، وقد ازداد عدد من يعانون من مشكلة انعدام أمن غذائي حاد أكثر من الضعف منذ عام 2019، ليرتفع من 135 مليون إلى 276 مليون إنسان. كما بات هناك 44 مليون إنسان متوزعين على 44 دولة يقفون عند حافّة المجاعة.
الأسباب مجتمعة
وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة، فقد نتجت أزمة الجوع الزلزالية عن مجموعة قاتلة من 4 عوامل:
- النزاعات العسكرية هي المحرّك الأكبر للجوع، حيث يعيش 60٪ من الجياع في العالم في مناطق تعاني من الحرب والعنف. أورد البرنامج مثالاً النزاع العسكري الغربي-الروسي في أوكرانيا، والذي أدّى إلى عواقب حادة على نقص التوريدات الغذائية. كمثال: أدّى النزاع الجاري في أوكرانيا إلى تقلّص واردات التربة السوداء من أوكرانيا، وهي واحدة من أهمّ حواضن الحبوب على وجه الأرض.
- الصدمات المناخية التي تدمّر الحياة والمحاصيل وسبل العيش، وتقوّض قدرة الناس على إعالة أنفسهم. كانت هذه الصدمات مسؤولة عن نزوح 30 مليون إنسان من ديارهم عام 2020.
- العواقب الاقتصادية لوباء كوفيد-19، التي دفعت الجوع إلى مستويات قياسية.
- ارتفاع الأسعار، حيث ازدادت الأسعار التي يدفعها برنامج الأمم المتحدة لإيصال الغذاء للفقراء بنسبة 30٪، بنسبة 42 مليون دولار شهرياً.
البلدان التي تعاني بالفعل من حالة نقص شديد في قدرة الوصول إلى الغذاء، هناك مخاطر بأن يتحوّل الجوع إلى مجاعة قاتلة. ولهذا حذّر البرنامج من أنّه في حال عدم توفير الموارد اللازمة، فالأرواح التي ستفقدها البشرية، والمفعول العكسي لمكاسب التنمية، سيكون هو الثمن الذي سندفعه.
النزاع العسكري الغربي الروسي في أوكرانيا
تشكّل صادرات القمح من روسيا وأوكرانيا 30٪ من صادرات القمح العالمية. ومع استمرار النزاع والعقوبات الغربية على روسيا، فإنّ 13 مليون طن من القمح، و16 مليون طن من الذرة ممنوعون من التصدير.
في حال عدم اتخاذ إجراءات جذرية تأخذ بالاعتبار حال الأشخاص المقبلين على مجاعة، فقد يكون عام 2022 عام مجاعة أشدّ صعوبة بكثير من أعوام الوباء، لدرجة لا نتخيلها حتى.
حذّرت منظمة الفاو من أنّ 30٪ من الأراضي القابلة للزراعة في أوكرانيا لن تُزرع، وبالتالي لن تحصد.
لن يقتصر التأثير على الدول التي ستصيبها المجاعة، بل سيمتدّ كالنار إلى دول الاتحاد الأوروبي الثريّة. فقبل النزاع، كانت دول الاتحاد الأوروبي تعتمد على أوكرانيا في استيراد نصف الذرة التي تحتاجها لإطعام حيواناتها، وعلى روسيا لاستيراد ثُلث الأسمدة التي تحتاجها الزراعة فيها.
سيؤدي الارتفاع الحاد في أسعار الكهرباء والوقود، وأسعار الغاز الطبيعي الذي يُعتمد عليه لإنتاج الأسمدة النيتروجينية، إلى مشاكل كبرى في الدول الأوروبية.
بتصرّف عن:
https://www.wfp.org/hunger-catastrophe