كلمة حول منشور صفحة «الشيخ طريف»

كلمة حول منشور صفحة «الشيخ طريف»

نشرت صفحة فيسبوك تحمل اسم (فضيلة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف)، يوم الثلاثاء 15 شباط، منشوراً حول زيارة للشيخ طريف - المقيم في الجليل الفلسطينية المحتلة- إلى موسكو، التقى خلالها بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل باغدانوف، وبالمبعوث الخاص للملف السوري ألكسندر لافرنتييف.

ومن المنشور نقتبس ما يلي قبل التعليق:
«عرض فضيلة الشّيخ تسلسل الأحداث الأخيرة في جبل الدّروز والسّويداء».
«ضرورة ترسيخ مكانة وموقع الدّروز في الدّستور السّوريّ وذلك من خلال التّسوية الجارية حاليًّا في سوريا تحت رعايةٍ دوليّة».

التعليق:
إذا كان موقفنا المبدئي، وما ننشده لسورية المستقبل، هو أن تكون السياسة فيها منفصلة عن رجال الدين، وأن يكون الدين محمياً من التلاعب به سياسياً، فمن باب أولى أن نقول إنه ليس لرجال دينٍ من خارج البلاد –وأياً تكن نواياهم- أن يتدخلوا في شؤونها، خاصة وإنْ كان تدخلهم محمولاً على منحى طائفي، بل ومع حمولات سياسية ثقيلة تصل حد تقديم تصورات عن الدستور السوري المستقبلي!

الجبل الذي يجري الحديث عنه، هو جبل العرب؛ هكذا يسميه أبناؤه ويفاخرون به، ليس تنكراً أو خوفاً أو تقيةً من هوية طائفية، بل لأنهم يحفظون عن ظهر قلب، درس الآباء المؤسسين وعلى رأسهم سلطان باشا الأطرش، يحفظون درس المعركة مع فرنسا التي أرادت أن تقسم سورية في حينها على أساس الطوائف، وبذلت أقصى جهدها في ذلك ترهيباً وترغيباً، فما كان من السوريين إلا الرفض، وبينهم أبناء الجبل الذين حفظوا عقيدتهم في قلوبهم وعززوها بانتماءٍ أوسع وأعمق هو انتماؤهم لسورية وانتماؤهم العربي، فبات جبلهم جبل العرب، وباتت بيارقهم بيارق الثورة السورية الكبرى.

ومن الدرس التاريخي العظيم نفسه الذي علّمه الآباء الأوائل، ومضافاً إليه دروس وجراح وآلام العقد المنصرم، فإنّ الدستور الجديد الذي تستحقه سورية الجديدة، ليس دستوراً يشوّهها على طريقة الاحتلال، أي عبر تحويل الفوالق الثانوية التي يستثمر فيها أعداء الخارج والفاسدون الكبار والمتسلطون في الداخل، إلى فوالق ثابتة وإلى أسوار صينية تفصل المظلومين عن بعضهم وتسمح بإضعافهم أكثر وبإضعاف البلاد بأسرها، لمصلحة حفنة من «الزعماء»... ولعل المثال اللبناني خير مثالٍ على ما ينبغي اجتنابه في الحل القادم.

بين المنشور المطول المشار إليه، والذي يعيد في كل فقرة منه التأكيد على إبراز هوية طائفية ومناطقية و تقديمها على الهوية السورية الجامعة، وبين الخبر المختصر للخارجية الروسية عن اللقاء، والذي تحدث عن وحدة سورية وسيادتها، يشعر المرء أنه أمام بيانين يخصان لقاءين مختلفين...

إنْ كان هنالك ما يُنتظر من أفرادٍ اعتباريين ممن يقيمون على الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهو بالدرجة الأولى أن يكون موقفهم معلناً وصحيحاً، من وضع جولاننا المحتل، وكذا من الاعتداءات «الإسرائيلية» على بلدنا...

آخر تعديل على الخميس, 17 شباط/فبراير 2022 08:29