المستلزمات المدرسية عبء على حساب الضرورات الحياتية

المستلزمات المدرسية عبء على حساب الضرورات الحياتية

يشكل افتتاح المدارس عبئاً ماليّاً كبيراً على كاهل الأسر، الصغيرة والكبيرة، وموسم ربح للمتاجرين بمستلزماته. فأسعار المستلزمات المدرسية، كحال بقية الأسعار عموماً، مرتفعة وفوق قدرة وإمكانية رب الأسرة من الغالبية المفقرة.

فالحقائب المدرسية تبدأ بسعر ١٠ آلاف ليرة، وهي الحقائب القماشية الصغيرة منخفضة الجودة المخصصة لأطفال الحضانة، وصولاً إلى ٣٠ ألف ليرة، الكبيرة متوسطة الجودة لطلاب الثانوية، وطبعاً هناك أسعار أعلى من ذلك، بحسب الجودة والمواصفة.

الدفتر المدرسي وسطياً بحدود ١٥٠٠ ليرة، المقلمة بحدود ٣٠٠٠ ليرة، الأقلام العادية بسعر ١٠٠٠ ليرة، الصدرية المدرسية بحدود ١٥ ألف ليرة، قميص زهري أو أزرق بحدود ٢٥ ألف ليرة، البنطال للحلقة الأولى والثانية بحدود ٣٠ ألف ليرة، البدلة المدرسية متوسطة الجودة بحدود ٦٠ ألف ليرة، الحذاء متوسط الجودة بحدود ٣٠ ألف ليرة لمختلف المقاسات.

وسطي تكلفة تلميذ الحلقة الأولى المبدئيّة بالحد الأدنى بحدود ٧٠ ألف ليرة ( ١٥ ألف حقيبة - ١٥ ألف صدرية - حذاء ٣٠ ألف - قرطاسية ١٠ آلاف).
وسطي تكلفة طالب إعدادي أو ثانوي المبدئية بالحد الأدنى هي ١٦٠ ألف ليرة (بدلة ٦٠ ألف - قميص ٢٥ ألف - حذاء ٣٠ ألف - حقيبة ٢٥ ألف - قرطاسية ٢٠ ألف).

أي إن الأسرة الصغيرة، التي لديها تلميذ وطالب فقط، ستتكبد وسطي إنفاق بالحد الأدنى بحدود ٢٣٠ ألف ليرة مع افتتاح المدارس، على المستلزمات المدرسية الضرورية فقط، وهذا المبلغ أكبر من ضعف وسطي الأجور.

فكيف بالنسبة لبقية التكاليف والمصاريف خلال العام الدراسي، والأهم كيف بالنسبة للأسر الكبيرة، ومن أين، وعلى حساب أي من ضرورات الحياة الأخرى المستنزفة سلفاً؟

إن الأعباء المالية الكبيرة أعلاه أصبحت تشكل، ومنذ سنوات طويلة، أحد أسباب التسرب المدرسي، وخاصة اعتباراً من الحلقة الثانية، يضاف إليها طبعاً الكثير من الأسباب المهمّة الأخرى الخاصة بالعملية التعليمية نفسها، والسياسات التعليمية المتبعة بمختلف المراحل التعليمية عموماً، وجملة النتائج الكارثية للسياسات الليبرالية المطبقة، على المستوى الاقتصادي الاجتماعي، والتي يدفع ضريبتها الغالبية المفقرة دائماً وأبداً.

فالطبقية في التعليم أصبحت فجة وفاقعة، ولا تغطيها شعارات إلزامية التعليم ومجانيته!

آخر تعديل على الأربعاء, 25 آب/أغسطس 2021 17:14