البنتاغون يطلب مبلغاً فلكياً ليحارب الصين
قدّم قائد القوات العسكرية الأمريكية في منطقة الهادئ طلباً للكونغرس، في 1 آذار الجاري، يطلب فيه 27.3 مليار دولار زيادة في نفقات مجابهة الصين. الأدميرال فليب دافيدسون، والذي يمكن اعتباره دون شك متعصباً لمناهضة الصين، يقود قوات الهادئ-الهندي المكونة من 380 ألف عسكري ومدني، ومجموعة واسعة من الأسلحة الجوية والبرية والبحرية. إنّها أكبر قيادة للقوات الأمريكية الممتدة على طول الكرة الأرضية.
ترجمة: قاسيون
الزيادة في التمويل التي يطلبها دافيدسون – للقوات تحت إمرته فقط وليس الزيادة الكلية – هي أكبر من ميزانية القوات المسلحة البرازيلية بأكملها.
في تشرين الأول 2020 صرّح دافيدسون بشكل علني: «أعتقد بأنّ الصين تشكّل تهديد القرن الاستراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة، بل وحتى لكامل العالم الحر». تمّ التعبير عن هذه العدوانية المتطرفة تجاه الصين من جانب أكثر من مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية الجديدة، بما فيهم الرئيس نفسه.
إذا ما أتينا للواقع، فالولايات المتحدة المشتركة بحروب لا تنتهي منذ عقود هي «التهديد الاستراتيجي» لحلفائها قبل أعدائها.
قيادة الهادئ-الهندي تغطي 34 دولة تحوي 60% من سكان العالم. وكجزء من «محورة آسيا» التي أعلنت أيام أوباما، واستمرت في عهد ترامب ومستمرة في عهد بايدن، الانتقال جارٍ على قدم وساق. الهدف هو توطين أكثر من 70% من القوات العسكرية الأمريكية في الخارج في منطقة آسيا-الهادئ، بهدف واضح: مقارعة الصين.
يأتي طلب زيادة التمويل بهدف إضافته إلى ميزانية البنتاغون لهذا العام البالغة 738 مليار دولار، والتي حظيت بدعم كلا الحزبين عند تمريرها. ميزانية البنتاغون أكبر من الموازنات العسكرية للدول الـ 13 مجتمعة التي تلي الولايات المتحدة في ترتيب الإنفاق العسكري. وهي أكبر من ميزانية الصين العسكرية بأربعة أضعاف.
فصّل دافيدسون في طلبه الحصول على أموال إضافية بأنّ الولايات المتحدة بحاجة إلى «شبكات مراقبة ذات ضربات دقيقة تمتد على طول سلسلة الجزر الأولى، والتي تتميز بكميات متزايدة من الأسلحة الأرضية... يجب أن تكون هذه الشبكات لا مركزية من الناحية التشغيلية وأن يتم توزيعها جغرافياً على طول أرخبيلات غرب المحيط الهادئ».
سلسلة الجزر التي يتحدث عنها تضمّ أوكيناوا وجزراً أخرى من اليابان، وتايوان، وشمال الفلبين، وبورنيو وجزر أخرى أصغر. ما يعني بأنّ هذه الأماكن ستعاني خسائر وويلات كبيرة إذا ما انطلقت العمليات العسكرية منها، آخذين بالاعتبار أنّ الشبكات المطلوب تركيبها لا تبتغي الدفاع بكل تأكيد.
لكنّ مثل هذه الحصيلة المدمرة لا تعني شيئاً بالنسبة لمخططي الحرب. فكما شدد دافيدسون في طلبه: «يجب أن توزع هذه الشبكات جغرافياً على طول أرخبيلات غربي الهادئ».
الصين لا تسعى لحرب جديدة، بينما في واشنطن يقومون بتأجيج نار العنصرية والشوفينية لتهيئة الرأي العام للعدوان القادم. مثل هكذا حرب مع الصين ستهدد العالم بدمار لا يمكن تصوره، ولهذا يجب مقاومتها ومقاومة الذين يريدون إشعالها دون أن يكترثوا بويلاتها.
بتصرّف عن:
Top Pentagon commander requests astronomical sum of money to prepare for war with China