اللاجئون السوريون في لبنان يواجهون شتاءً قاسياً من جديد

اللاجئون السوريون في لبنان يواجهون شتاءً قاسياً من جديد

باتت معاناة اللاجئين السوريين تتفاقم بشكل خاص في كل شتاء في مناطق العالم ذات الظروف الجوية القاسية شتاءً، والتي تحوي مخيمات للاجئين السوريين، مما يعرضهم للمخاطر الطبيعية من جهة، وللاستغلال والإهمال بمختلف الأشكال من جهة ثانية: إما من السلطات الرسمية المسؤولة في بلد اللجوء، أو من جزء من المنظمات غير الحكومية والإغاثية، والتي، رغم أنها قد لا تخلو من صادقين في المساعدة، لكنها عادةً شبكة تعمل ضمن الحدود والإمكانيات المرسومة لها وفق مصادر تمويلها من منظمات أكبر أو من حكومات (من أصغر منظمة وصولاً حتى إلى "هيومن رايتس ووتش" نفسها) والتي لا تخلو من التسييس في هذه القضية التي يفتَرَض أن تكون إنسانية، والتي لا حل جذرياً ونهائياً كريماً لها في نهاية المطاف سوى بالحل السياسي عبر التطبيق الكامل للقرار 2254.

ومن صور المعاناة هذا الشتاء على سبيل المثال - لا الحصر - التي اضطرت حتى منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية إلى الحديث عنها، هو أن اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية ليست لديهم بنى ملائمة لتأويهم خلال أشهر الشتاء القاسية.

وأضافت ميشال رندهاوا، منسقة أولى لحقوق اللاجئين والمهاجرين في «هيومن رايتس ووتش»: «ما تزال ظروف عيش اللاجئين السوريين في عرسال الذين أرغموا على تفكيك ملاجئهم في 2019 قاسية، أوضاعهم بالإضافة إلى قيود الحركة للحد من تفشي فيروس كورونا، تهدد سلامتهم وحياتهم».

وحسب المنظمة «يواجه أكثر من 15 ألف لاجئ سوري في عرسال شتاءهم الثاني منذ صدور قرار عن السلطات اللبنانية في 2019 بتفكيك البنى التي تأويهم، حسبما نقلت المنظمة، مما أرغمهم على العيش من دون سقف وعزل ملائمين، واضطرهم على تحمل ظروف الشتاء القاسية، بما فيها درجات حرارة دون الصفر وفيضانات».

وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن على «الحكومة اللبنانية والمنظمات والحكومات المانحة أن تضمن الحماية الكاملة لحق الجميع في مسكن ملائم، بما في ذلك تقديم دعم معزز لتأهيل منازل اللاجئين السوريين للشتاء لحماية الأسر الضعيفة من العوامل الجوية، ولتمكينها من العيش بأمان وكرامة، وينبغي أن يستمر المانحون في حث الحكومة اللبنانية على مراجعة سياساتها حول المواد المسموحة في المخيمات غير الرسمية والسماح بتوزيع مواد أكثر متانة لبناء الملاجئ».