عام 2020 سورياً: سرعة الانهيار الاقتصادي تضاعفت 34 مرة!
بيّنت افتتاحية العدد 993 من قاسيون والمعنونة «2254 لإيقاف الانهيار»، أنّ سرعة الانهيار الاقتصادي خلال العامين الأخيرين قد تضاعفت بأكثر من عشرة أضعاف ما كانت عليه خلال السنوات الست الممتدة من نهاية 2012 حتى نهاية 2018.
واستندت الافتتاحية في حسابها هذا إلى حساب تحولات القيمة الشرائية للعملة السورية بمقياس الذهب، والتي وضحتها المحررة الاقتصادية لقاسيون في مادتها في العدد نفسه والمعنونة: عامان من التدهور الاقتصادي السوري السريع... و«السياسات القناصة». وأشارت الافتتاحية إلى أنّ الحساب سواء تمّ انطلاقاً من قيمة العملة بالنسبة للذهب أو للدولار أو لتكاليف سلة المعيشة، فإنّ النتيجة ستكون نفسها تقريباً.
وهنا نضيق الهامش الزمني من سنتين إلى سنة واحدة هي السنة الممتدة من الشهر 11 من العام 2019 إلى 11 من العام الحالي، لنقيس سرعة الانهيار في هذه السنة مقارنة بسرعة الانهيار الوسطية في السنوات التي سبقتها من عمر الأزمة، ولهذا الغرض نعيد نشر الخط البياني لارتفاع سعر غرام الذهب عيار 21 بالليرة السورية خلال 8 سنوات.
في الفترة الممتدة من الشهر الحادي عشر من العام الماضي وحتى بدايات الشهر الحالي، فإنّ سعر غرام الذهب الواحد ارتفع من حوالي 28000 للغرام إلى حوالي 147000 ليرة سورية.
بالمقارنة، فإنّ السعر ارتفع خلال 7 سنوات من حوالي 3500 ليرة إلى 28000 ليرة، أي أنّه ارتفع سنوياً (بشكل وسطي خلال سبع سنوات) بمقدار 3500 ليرة. بالمقابل، فقد ارتفع في سنة واحدة هي السنة الأخيرة بمقدار 119 ألف ليرة!
ما يعني أنّ سرعة ارتفاعه للعام المدروس بين نهاية 2019 ونهاية 2020 هي 34 ضعفاً عن السرعة الوسطية خلال السنوات السبع السابقة...
وربما يكفي الشكل البياني الذي استعنا به هنا وحده ليعبر عن هذه السرعة الهائلة في الانهيار، ولكن لكي يتمكن القارئ من الإحساس أكثر بعمق هذا الانهيار (المقصود هو القارئ غير السوري، لأن السوري ليس بحاجة إلى إثباتات في هذا الشأن)، سنعيد رسم الخط البياني نفسه ولكن بتغيير محوريه، أي بأن نحسب قيمة الليرة بغرامات الذهب من عيار 21، وسنحسب ما تشتريه مليون ليرة سورية من الذهب خلال الفترة المدروسة.